(وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، انه قال: بينا نحن جلوس مع النبي y اذ أقبل شيخٌ بيده عصاً فسلّم على النبي y فردّ عليه. وقال y: نغمة الجن، مَن انت؟ قال: أنا هامه). (في حديث طويل وأن النبي y علّمه سوراً من القرآن)(1) فهذه الحادثة رغم انها انتقدت من قبل رجال الحديث(2) الاّ ان ائمة آخرين قد حكموا بصحتها... وعلى كل حال فلا نرى ضرورة في الاسهاب، فالامثلة في هذا الباب كثيرة جداً.
ونقول ايضاً:
ان الذين تنوروا بنور النبي y وتربوا بتعاليمه واقتفوا أثره وهم يربون على الألوف من أمثال الشيخ الكيلاني من الأولياء الأقطاب والعلماء الأصفياء قد التقوا الملائكة والجن وتكلموا معهم، فالروايات متواترة وموفورة وقطعية(3).
نعم ان لقاء الأمة المحمدية الملائكة والجن وتكلمهم معهم انما هو
------------------------
(1) الشفا (1/ 363)، ذكره البيهقي وابن ماكولا (الخفاجي) (انظر الهامش30).
(2) قال الحافظ ابن كثير: وقد اورد الحافظ ابو بكر البيهقي هاهنا حديثاً غريباً بل منكراً وموضوعاً، ولكن مخرجه عزيز، ثم اورده بطوله (5/ 96ــ 97)، وانظر كذلك الفوائد المجموعة للشوكاني (498). قال الخفاجي (3/ 287): واعلم انهم اختلفوا في هذا الحديث فقال ابن الجوزي: انه حديث موضوع لا أصل له وذكر له طرقاً ذكر من رواتها من الكذابين ومن لم تقبل روايته، وخالفه فيه غيره وقال: ان تعدد طرقه تدل على صحته وابن الجوزي له مجازفة في موضوعاته اكثرها مردودة، وقد روي هذا الحديث من يعتمد عليه كالبيهقي كما علمت وابن عساكر وغيرهما ا هـ.
(3) وذكر الشيخ ابن تيمية في كتابه (التوسل والوسيلة) حادثة من هذا القبيل (ص: 24): (قال الشيخ عبد القادر الكيلاني (قدس الله سره): كنت مرة في العبادة فرأيت عرشاًعظيماً وعليه نور، فقال لي: يا عبد القادر! انا ربك وقد حللت لك ما حرّمت على غيرك. قال: فقلت له: أأنت الله الذي لا اله الاّ هو؟ إخسأ يا عدو الله. قال: فتمزق ذلك النور وصار ظلمة. وقال: يا عبد القادر نجوت مني بفقهك في دينك وعلمك وبمنازلاتك في احوالك. لقد فتنتُ بهذه القصة سبعين رجلاً، فقيل له: كيف علمت انه الشيطان؟ قال: بقوله لي (حللت لك ما حرمت على غيرك) وقد علمت ان شريعة محمد y لا تنسخ ولا تبدل، ولأنه قال: انا ربك ولم يقدر ان يقول انا الله الذي لا اله الاّ أنا) اهــ راجع الفتاوى (11/ 307) ففيها الشئ النفيس حول ما يقوله الاستاذ النورسي.