يصدّقه من له حياة؟
أليس هؤلاء الأحياء الاشقياء هم أكثر فقداً للحياة من أولئك الموتى؟
اما خدمة الملائكة للنبي y وظهورهم له وايمان الجن به وطاعتهم له، فهو ثابت بالتواتر، وقد صرّح القرآن الكريم بذلك في كثير من اياته الكريمة، وكانت خمسة آلاف من الملائكة طوع أمره - كالصحابة الكرام - في غزوة بدر كما ورد في القرآن الكريم، حتى ان اولئك الملائكة نالوا - بين الملائكة الآخرين - شرف الاشتراك في المعركة كما ناله اصحاب بدر(1).
في هذه المسألة جهتان:
الأولى: وجود الجن والملائكة وعلاقاتهم معنا. فهذا ثابت ثبوتاً قاطعاً كوجود الحيوان والانسان الذي لا يشك فيه أحد. وقد أثبتنا هذا بيقين جازم في (الكلمة التاسعة والعشرين) فنحيل الاثبات الى تلك الكلمة.
الجهة الثانية: هي رؤية افراد الأمة وتكلمهم مع الملائكة والجن بما حازوا من شرف الانتساب الى الرسول الكريم y واظهاراً لأثر من آثار معجزاته.
فقد روى البخاري ومسلم وائمة الحديث بالاتفاق(2): (عن عمر رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله y ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى عليه
--------------------
(1) صحيح: عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي عن ابيه وكان ابوه من اهل بدر، قال: جاء جبريل الى النبي y فقال: ما تعدّون اهل بدر فيكم؟ قال: (من افضل المسلمين) أو كلمة نحوها. قال: وكذلك من شهد بدراً من الملائكة (البخاري 5/ 103 باب شهود الملائكة بدراً).
(2) صحيح البخاري (1/ 19 - 20) ومسلم: كتاب الايمان.