وقد أشار الى هذه الحادثة العجيبة الامام البوصيري في قصيدته (بردة المديح) قائلاً:
لو ناسَبَتْ قَدْرَه آياتـه عِظماً احيى اسمُه حين يُدعى دارس الرمم
الحادثة الثالثة:
روى الامام البيهقي وغيره عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري: (كنت فيمن دفن ثابت بن قيس، وكان قُتل في اليمامة، فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق وعمر الشهيد، عثمان البرُّ الرحيم. فنظرنا اليه فاذا هو ميت)(2) فأخبر عن استشهاد عمر قبل توليه الخلافة.
الحادثة الرابعة:
(ذكر عن النعمان بن بشير أن زيد بن خارجة خرّ ميتاً في بعض أزقة المدينة فرفع وسُجّي، اذ سمعوه بين العشاءين والنساء يصرخن حوله يقول: انصتوا انصتوا، فَحسر عن وجهه، فقال: محمد رسول الله...).. (ثم قال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. ثم عاد ميتاً كما كان)(3).
فاذا كان الموتى الذين لا حياة لهم يصدّقون رسالته y فكيف إن لم يصدّقه من له حياة؟
----------------------------------------------------------------------------------------------
(2) الشفا (1/ 320).
(3) صحيح: قال الحافظ ابن كثير:أما قصة زيد بن خارجة وكلامه بعد الموت وشهادته للنبي y ولأبي بكر وعمر وعثمان بالصدق فمشهورة، مروية من وجوهٍ كثيرة صحيحة، قال البخاري في التاريخ الكبير: زيد بن خارجة الخزرجي الانصاري شهد بدراً وتوفي في زمن عثمان وهو الذي تكلم بعد الموت. وروى الحاكم في مستدركه والبيهقي في دلائله وصححه اهــ (البداية والنهاية 6/293، 6/156ــ 157 فقد ورد بطرق اخرى) واورد الهيثمي في المجمع بروايتين (5/ 179 ـــ 180) وقال: رواه كله الطبراني في الكبير والاوسط باختصار كثير باسنادين ورجال احدهما في الكبير ثقات، وفي المجمع (8/291) عن حذيفة قال: سمعت النبي y يقول: (يكون في امتي رجل يتكلم بعد الموت).