ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 298
(163-327)

الثاني: كاهن الشام المسمى بــ (سطيح) الذي كان اعجوبة من العجائب حيث كان جسداً لا جوارح له ولا عظم فيه الاّ الرأس ووجهه في صدره، وقد عاش كثيراً، اشتهرت اخباره الغيبية الصادقة كثيراً حتى ان كسرى ملك فارس عندما رأى الرؤيا العجيبة التي هالته - زمن ولادة الرسول y - من انشقاق شرفات ايوانه الأربعة عشرة وسقوطها، بعث عالماً اسمه (مويزان) ليسأل سطيحاً عن حكمة هذه الرؤيا، فأرسل الى كسرى كلاماً بهذا المعنى: (سيحكم فيكم اربعة عشر ملكاً ثم ستُمحى سلطتكم وتُزال دولتكم، وسيأتي من يظهر ديناً جديداً، فيكون سبباً في زوال دينكم ودولتكم). وهكذا اخبر سطيح خبراً صريحاً عن مجئ نبي آخر الزمان.
وقد اخبر سواد بن قارب الدوسي، وخنافر وأفعى نجران (من ملوكها)، وجذل بن جذل الكندي، وابن خلصة الدوسي، وفاطمة بنت النعمان النجارية وامثالهم من الكهان المشهورين. قد اخبروا جميعاً عن مجئ نبي آخر الزمان وانه محمد y كما ذكرته كتب التاريخ والسيرة مفصلاً.
وان سعد بن بنت كريز وهو من اقارب عثمان رضي الله عنه قد تلقى بطريق الكهانة خبر نبوة محمد y من الغيب، فأشار الى عثمان رضي الله عنه بالايمان في اول ظهور الاسلام قائلاً: انطلق الى محمد وآمن، فآمن عثمان واورده سعد شعراً:
هدى الله عثمان بقولي الى التي بها رُشْدُه والله يَهدِي الى الحق
  
واخبرت الهواتف ايضاً كما اخبر الكهان عن مجئ الرسول y. والهاتف هو الصوت العالي الذي يُسمَع ممن لا يُرى شخصه.
منها: سماع ذياب بن الحارث هاتفاً من جني، واصبح سبباً لأسلامه واسلام غيره:
يـا ذيـاب يـا ذياب اسمع العَجَب العُجاب 

لايوجد صوت