المتصف بالمصلح الامين ولأنه لم يكن قبل ذلك من يتسمى باسم محمد سوى رجال وهم غير حريين بهذا الاسم.
القسم الثالث من الارهاصات
هو الآيات والحوادث التي ظهرت عند مولده y، فالحوادث التي يرتبط ظهورها بمولده والتي حدثت قبل البعثة يُعدّ كل منها معجزة من معجزاته وهي كثيرة جداً، الاّ اننا سنورد هنا امثلة مشهورة قبلها ائمة الحديث. وثبتت لديهم صحتها.
الأول: رأته امه(1) y (من النور الذي خرج معه عند ولادته) ورأته ام عثمان بن العاص وام عبد الرحمن بن عوف اللتان باتتا عندها ليلة الولادة. فقد قلن: رأينا نوراً حين الولادة اضاء لنا ما بين المشرق والمغرب...
الثاني: انتكاس معظم الاصنام التي كانت في الكعبة.
الثالث: (ارتجاج ايوان كسرى وسقوط شرفاته) الاربعة عشرة.
الرابع: (غيض بحيرة) ساوة تلك الليلة وهي التي كانت تقدَّس . (وخمود نار فارس وكان لها الف عام لم تخْمد)(2) حيث كانت توقد 
-------------------------------------------------------------------
(1) صحيح: كما رواه أحمد والبيهقي، وحديث النور الذي خرج معه أضاء له جميع الارض رواه جماعة وصححه ابن حبان والحاكم (الخفاجي: 3/ 311). وانظر تفصيلاته في الفتح (6/ 5830) والمشكاة (5759) قال المحقق: صحيح. وانظر مجموع الاحاديث الواردة في ذلك في مجمع الزوائد (8/ 223 - 224) وفي صحيح الجامع الصغير برقم (3445) عن ابي امامة قال: قال رسول الله y: (رأت امي كأنه خرج منها نورٌ أضاءت منه قصور الشام) رواه ابن سعد، قال المحقق: صحيح.
(2) جاء في كتاب (المصنوع في معرفة الحديث الموضوع لعلي القارئ المكي) والذي حققه عبد الفتاح ابو غده ما ملخصه في ص 18: فهذا الحديث ليس بصحيح (المقصود: ارتجاج ايوان كسرى وسقوط اربع عشرة شرفه، وخمود نار فارس، وغيض بحيرة ساوه...). ثم قال: ولا يغرنك ذكر بعض العلماء له في كتب السيرة والتاريخ، مثل ابن جرير الطبري في (تأريخه) (2/ 131 - 132)، وابي نعيم الاصفهاني في (دلائل النبوة) (96ــ 99)، والبيهقي في (دلائل النبوة) ايضاً (1/ 67 – 71)، والقسطلاني في (المواهب اللدنية) (1/23)، والزرقاني في (شرح المواهب اللدنية)(1/ 121 – 122) والسيوطي في (الخصائص الكبرى) (1/ 51)، والشامي الصالحي في السيرة الشامية (نيل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) (1/ 429 - 430) وغيرهم. فان هؤلاء المؤلفين وامثالهم رحمهم الله تعالى، يذكرون في كتبهم هذه: كل ما ورد في الباب مما صح ومما لم يصح لتسجيله ومعرفته وتمحيصه وغربلته، لا لصدقه وصحته..