فسدَّ القرآن الكريم اذاً الطريق عليهم. ولقد ظهر نوع من الكهانة السابقة في اوربا في الوقت الحاضر لدى الوسائط الذين يريدون تحضير الارواح... وعلى كل حال...
الحاصل: لقد ظهرت حوادث كثيرة وأشخاص كثيرون لتأييد نبوة محمد y قبل بعثته.
نعم! ان الذي سيكون سيد العالم(4) معنىً، والذي سيبدل ملامح العالم المعنوية، والذي سيحول الدنيا مزرعة للآخرة، والذي سيعلن عن علو منزلة المخلوقات ونفاستها، والذي سيهدي الجن والانس الى الرشد وطريق السعادة، وينقذهم - وهم الفانون - من العدم المطلق، والذي سيحلّ حكمة الخلق واللغز المحيّر للعالم، والذي سيعلم ويعلّم مقاصد رب العالمين، والذي سيعرف ويعرّف ذلك الخالق العظيم... ان انساناً كهذا لابد ان يكون كل شئ، وكل نوع، وكل طائفة من المخلوقات، مشتاقاً الى مجيئه وسيرقبه بلهفة، ويستعد احتفاءً بمقدمه العظيم، بل سيبشر الاخرين بقدومه - اذا ما أعلمه خالقُه بذلك - كما رأينا مصداق ذلك في الاشارات والامثلة السابقة من ان كل نوع من المخلوقات قد اظهر معجزاته بما يشبه الترحيب به، وكأنه يقول بلسان المعجزة: انت صادق في دعوتك.
الاشارة السابعة عشرة
ان أعظم معجزة للرسول الكريم y بعد القرآن الكريم هو ذاته المباركة، اي ما اجتمع فيه y من الاخلاق السامية والخصال
------------------------------------------------------
(4) ان من قيل في حقه (لولاك لولاك..) لهو سيد عظيم حقاً؛ اذ يدوم سلطانه الفاً وثلاثمائة وخمسين سنة، وله اتباع في كل عصر بعد عصره يزيدون على ثلاثمائة وخمسين مليوناً من البشر، وقد نشر رايته في نصف المعمورة ويجدّد معه اتباعه البيعة يومياً في صلواتهم وسلامهم عليه وبكل استسلام واذعان وينقادون لأوامره. - المؤلف.
(لولاك لولاك لما خلقت الافلاك). تناوله العلماء معنىً ومبنىً، ولعل قول على القاري هو الوسط بين المثبتين والنافين له اذ يقول: انه صحيح معنى ولو ضعف مبنى (شرح الشفا 1/ 6). المترجم.