ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 318
(163-327)

محض، لأن الله سبحانه الذي أنزله على قلب محمد y يبينه بمعجزات رسوله الكريم وحياً محضاً. والقرآن النازل من عند الله يبين باعجازه الظاهر انه من العرش الاعظم. وان اطوار المنزل عليه وهو الرسول الكريم y واضطرابه في اول نزول الوحي، واثناء نزوله، وما يظهره من توقير وتبجيل اكثر من كل ما عداه، يبين انه وحي خالص ينزل عليه ضيفاً من الملك الأزلي.
ثم ان ذلك القرآن العظيم وحي محض بالبداهة، لأن خلافه ضلالة وكفر.
ثم انه بالضرورة معدن الانوار الايمانية، فليس خلاف الانوار الاّ الظلمات الدامسة. وقد اثبتنا هذه الحقيقة في كلمات كثيرة.
ثم ان القرآن الكريم مجمع الحقائق يقيناً فالخيال والخرافات بعيدة عنه بعداً مطلقاً، اذ ان ما شكله من عالم الاسلام، وما أتاه من شريعة غراء، وما يبينه من مُثُل سامية، بل حتى عند بحثه عن عالم الغيب - كما هو عند بحثه عن عالم الشهادة - هو عين الحقائق، لا يدنو منه شئ من خلاف للحقيقة ابداً.
ثم ان القرآن الكريم - كما هو واقع - يوصل الى سعادة الدارين بلا ريب، ويسوق البشرية اليها، فمن يساوره الشك فليراجع القرآن مرة واحدة، وليستمع اليه وليرى بعد ذلك ماذا يقول القرآن؟
ثم ان الثمار التي يجنيها الانسان من القرآن الكريم انما هي ثمار يانعة ذات حياة وحيوية. فلا غرو ان جذور شجرة القرآن متوغلة في الحقائق ممتدة في الحياة، وان حياة الثمرة تدل على حياة الشجرة. فإن شئت فانظر كم اعطى القرآن من ثمار الاصفياء المنورين والاولياء الصالحين الكاملين على طول العصور.
ثم ان القرآن الكريم موضع رضى الانس والجن والملائكة وذلك بالحدس الصادق، الناشئ من امارات عديدة، حيث يجتمعون حوله عند تلاوته كالفراش حول النور.
ثم ان القرآن مع أنه وحي الهي فهو مؤيدٌ بالدلائل العقلية، والشاهد على هذا: اتفاق العقلاء الكاملين وفي مقدمتهم ائمة علم الكلام ودهاة

لايوجد صوت