ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 316
(163-327)

والارتباطات التي تربطها مع سائر جمله وآياته. ولا سيما علماء علم حروف القرآن، فقد اوغلوا كثيراً في هذا الموضوع، واثبتوا بدلائل: أن في كل حرف من القرآن الكريم اسراراً دقيقة تَسَع صحيفة كاملة من البيان والتوضيح.
نعم، ما دام القرآن الكريم كلام رب العالمين وخالق كل شئ، فكل كلمة من كلماته اذن بمثابة نواة، اي يمكن ان تكون تلك الكلمة نواة تنبت منها شجرة معنوية من الاسرار والمعاني، أو بمثابة قلب تتجسد حوله المعاني والاسرار.
لذلك نقول:
نعم، ان في كلام البشر ما يشبه كلمات القرآن وجمله وآياته، اِلاّ أن تلك الآية الكريمة أو الكلمة والجملة القرآنية قد وضعت في موضعها الملائم لها بحيث روعي في وضعها كثيرٌ جداً من الارتباطات والعلاقات مما يلزم علماً محيطاً كلياً كي يضعها في ذلك الموقع اللائق به.
النكتة الثالثة
لقد انعم الله سبحانه وتعالى عليّ يوماً تفكراً حقيقياً حول مجمل ماهية القرآن الحكيم فادوّن ذلك التفكر كما ورد للقلب - باللغة العربية - ثم اورد معناه.
سبحانَ مَن شَهِدَ على وحدانيتِه وصرَّح بأوصافِ جمالِه وجلالِه وكمالِه: القرآنُ الحكيمُ، المنوَّرُ جهاته الستُّ، الحاوي لسرّ اجماع كلِّ كتب الانبياء والاولياء والموحِّدين المختلفين في الاعصار والمشارب والمسالك، المتفقين بقلوبهم وعقولهم على تصديق اساسات القرآن وكلّيات احكامه على وجه الأجمال، وهو محضٌ الوحي باجماع المُنزلِ والمنزَل والمنزَّل عليه، وعينُ الهداية بالبداهة، ومعدنُ انوار الايمان بالضرورة، ومجمعُ الحقائق باليقين، وموصِلٌ الى السعادة بالعيان، وذو الاثمار الكاملين بالمشاهدة، ومقبولُ المَلَك والأنسِ والجان بالحدس الصادق من تفاريق الامارات، والمؤيَّدُ بالدلائل العقلية باتفاق العقلاء الكاملين، والمصدَّقُ من جهة الفطرة السليمة

لايوجد صوت