لكان المؤرخون يسجلونها في كتبهم العديدة. ولكن ها هو التاريخ وكتبه كلها امامنا، لا نرى فيها شيئاً من معارضة القرآن سوى فقرات تقوّلها مسيلمة الكذاب. علماً ان القرآن الكريم قد تحداهم طوال ثلاث وعشرين سنة، وقرع اسماعهم بآياته المعجزات، وعلى هذا النمط من التحدي:
ها هو القرآن الكريم امامكم، فأتوا بمثله من (اميّ) كمحمد الأمين!.
فان كنتم عاجزين عن هذا، فليكن ذلك الشخص (عالماً) عظيماً، وليس اميّاً!
وان كنتم عاجزين عن هذا ايضاً، فأتوا بمثله (مجتمعين) وليس من فرد واحد! فلتجتمع عليه علماؤكم وبلغاؤكم، وليعاون بعضهم بعضاً، بل ادعوا شهداءكم من دون الله، فليأتوا بمثله.
وان كنتم عاجزين عن كل هذا، فأتوا (بالكتب السابقة) البليغة جميعها واستعينوا بها في المعارضة، بل ادعوا (الاجيال) المقبلة ايضاً!
وان كنتم عاجزين ايضاً، فليكن المثل (بعشر سورٍ) فحسب، وليس ضرورياً ان يكون بالقرآن كله.
وان كنتم عاجزين كذلك فليكن كلاماً بليغاً مثل بلاغة القرآن، ولو كان من (الحكايات المفتريات).
وان كنتم عاجزين كذلك فأتوا (بسورة واحدة) ولتكن سورة قصيرة...
وان كنتم عاجزين كذلك:
فاديانكم وانفسكم اذن مهددة بالخطر في الدنيا كما هي في الآخرة.
وهكذا تحدى القرآن الكريم بثماني تحديات طبقات الانس والجن، ولم يحصر تحديه في ثلاث وعشرين سنة بل استمر الى الألف وثلاثمائة سنة بل لا يزال يتحدى العالم وسيبقى هكذا الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولهذا فلو كانت المعارضة ممكنة لما اختار اولئك الكفار طريق