ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 311
(163-327)

النكتة الثانية
كان السحر رائجاً في عهد موسى عليه السلام، فجاءت معجزاته العظيمة بما يشبه السحر، وكان الطب رائجاً في عهد عيسى عليه السلام فجرت اغلب معجزاته من هذا الجنس، كما كانت هناك اربعة اشياء رائجة في الجزيرة العربية زمن بعثة الرسول y:
اولاها: البلاغة والفصاحة.
ثانيتها: الشعر والخطابة.
ثالثتها: الكهانة والانباء عن الغيب.
 ----------------------------------------------------------
هي من أنواع الاعجاز بحيث انها تحافظ على الاخلاص الجاد وسكينة القلب وطمأنينته من دون ان يخل بشئ منها. وهكذا ان لم يدرك اهل المناجاة والذكر هذا النوع من الاعجاز عقلاً، فهم يشعرون به قلباً.
(2) ان سراً من أسرار اعجاز القرآن الكريم المعنوية هو: ان القرآن يبين الدرجة العظيمة والساطعة (لايمان الرسول الأعظم y) الذي حظي بتجلي الأسم الأعظم. وكذا يبين ويعلّم باسلوب فطري - كخارطة مقدسة مشهورة - تلك المرتبة السامية للدّين الحق العظيم والواسع،المبيّن للحقائق الرفيعة لعالم الآخرة وعالم الرّبوبية.
وكذا يمثل القرآن الكريم (خطاب رب العالمين) وهو في علياء عزته وعظمته وربوبيته المطلقة، فلابد أنّ تعبيراً فرقانياً بهذا الاسلوب، وبياناً قرآنياً بهذا النمط لا يمكن ان تأتي مثله عقول البشر قاطبة ولو اجتمعت في عقل واحد، بمثل ما عبّر القرآن الكريم: ﴿قُلْ لَئِنْ اجتمعتِ الأنس والجنُّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتونَ بمثلهِ..﴾ (سورة الإسراء: 88) لأنه لا يمكن من حيث هذه الأسس الثلاثة أن يقلَّد القرآن ولا أن يأتي بمثله أحد ابداً.
(3) تنتهي الآيات الكريمة بنهاية الصحيفة (في كثير من المصاحف المسمى بركنار) فتختم الصحيفة بقافية جميلة، وسر هذا هو أن أطول آية في القرآن الكريم، وهي آية المداينة قد اتخذت وحدة قياس صحيفة المصحف، واتخذت سورة الاخلاص والكوثر وحدة قياس طول السطر، وبهذا ظهرت هذه الميزة اللطيفة وعلامة الاعجاز للقرآن الكريم.
(4) لقد اكتفي في هذا المقام وفي مبحثه هذا على أمثلة جزئية وقليلة جداً، وقصيرة جداً، واقتصر على امارات صغيرة جداً حيث اضطررت الى الأستعجال في الكتابة، رغم أن هذا البحث في غاية الأهمية والسعة والعظمة، وانه يبين كرامة لطيفة جميلة في غاية الاهمية من زاوية التوفيق الإلهي الذي آزر رسائل النور. نعم! ان تلك الكرامة اللطيفة والحقيقة العظيمة تظهر سلسلة من كرامات رسائل النور في التوافق وذلك في خمسة او ستة انواع منه، وتبين نوعاً مشهوداً بالابصار من اعجاز القرآن وتشكّل منبعاً للاشارات الغيبية ورموزها. وقد حصل هذا فعلاً بعدئذٍ؛ اذ قد استكتب مصحف شريف يبيّن فيه التوافق في لفظ الجلالة في كل صحيفة. وظهرت ثماني رسائل صغيرة باسم (الرموزات الثمانية) التي تبيّن المناسبة اللطيفة والاشارات الغيبية الناشئة من التوافق بين حروف القرآن الكريم، وكتبت كذلك خمس رسائل في تصديق رسائل النور وتقدير قيمتها بما فيها من سر التوافق، وهي الكرامة الغوثية وثلاث رسائل من الكرامة العلوية ورسالة الاشارات القرآنية.
ففي تأليف رسالة المعجزات الأحمدية اذاً قد أستشعرت تلك الحقيقة العظمى ولكن مع الأسف لم ير المؤلف منها الاّ طرفاً ضئيلاً، ولم يبيّن الاّ قطرة من بحرها، فانصرف ولم يعقب .ـ المؤلف.

لايوجد صوت