ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 319
(163-327)

الفلسفة امثال ابن سينا وابن رشد، فجميعهم بالاتفاق قد اثبتوا اسس القرآن باصولهم ودلائلهم.
ثم ان القرآن الكريم مصدَّق من قبل الفطرة السليمة - ما لم يعترها عارض أو مرض - حيث ان اطمئنان الوجدان وراحة القلب انما ينشآن من انواره، اي أن الفطرة السليمة تصدّقه باطمئنان الوجدان. نعم! ان الفطرة بلسان حالها تقول للقرآن الكريم: (ا يتحقق كمالُنا من دونك)وقد اثبتنا هذه الحقيقة في مواضع متفرقة من الرسائل.
ثم ان القرآن معجزة دائمة ابدية بالمشاهدة والبداهة، فهو يبين اعجازه كل حين، فلا يخبو نوره - كبقية المعجزات - ولا ينتهى وقته، بل يمتد زمنه الى الأبد.
ثم ان منزلة ارشاد القرآن الكريم لها من السعة والشمول بحيث أن درساً واحداً منه يتلقاه جبريل عليه السلام جنباً الى جنب صبي صغير. ويجثو امامه فلاسفة دهاة - امثال ابن سينا - مع ابسط شخص أمي، يتلقيان الدرس نفسه. بل قد يستفيض ذلك الرجل العامي من القرآن بما يحمل من قوة الايمان وصفائه مالا يستفيضه ابن سينا.
ثم ان في القرآن الكريم عيناً باصرة نافذة بحيث ترى جميع الوجود وتحيط به، وتضع جميع الموجودات امامه، كأنها صحائف كتاب فيوضح طبقاتها وعوالمها. فكما اذا استلم الساعاتي ساعة صغيرة بيده يقلبها، ويعرّفها ويفتحها، كذلك الكون بين يدي القرآن الكريم يعرّفه ويبين اجزاءه.
فهذا القرآن العظيم يثبت الوحدانية بـ﴿فاعلم أنه لا اله الاّ الله﴾(سورة محمد:19)
اللَّهُمَّ اجعل القرآن لنا في الدنيا قريناً وفي القبر مؤنساً وفي القيامة شفيعاً، وعلى الصراط نوراً، ومن النار ستراً وحجاباً، وفي الجنة رفيقاً والى الخيرات كلها دليلاً وإماماً،اللَّهُم نوّر قلوبنا وقبورنا بنور الايمان والقرآن، ونوّر برهان القرآن بحق وبحرمة مَن اُنزل عليه القرآن، عليه وعلى آله الصلاة والسلام من الرحمن الحنان. آمــين.

لايوجد صوت