شئ.
الاساس الرابع:
ان ذلك الداعي الى الوحدانية والسعادة الابدية الذي هو معدن الكمالات ومعلم الاخلاق الفاضلة. لا ينطق عن نفسه وحسب هواه - حاشاه - وانما ينطق بالوحي الإلهي. فهو يستلم الوحي من ربه الجليل ويبلّغ به الاخرين. لأنه قد ثبت بالوف من دلائل النبوة، كما ذُكر في الاسس السابقة ووضح قسم منها:
اِن رب العالمين سبحانه الذي خلق جميع تلك المعجزات واجراها بيد رسولهy، انما يبين أن رسوله الكريم y ينطق لأجله وفي سبيله ويبلّغ كلامه المبين.
وان القرآن الكريم الذي نزل عليه يبيّن باعجازه الظاهر والباطن انه y مبلّغ عن رب العالمين.
وذاته الشريفة y وما يتحلى به من عظيم الاخلاص والتقوى وجديّة بالغة في تبليغ امر الله، وامانة صادقة فيه، تبين - في جميع احواله واطواره - أنه لا يتكلم باسمه الشخصي، ولا من بنات فكره الذاتي وانما يتكلم باسم الله رب العالمين.
ثم ان الذين استمعوا اليه من اهل الحقيقة قاطبة قد صدّقوا بالكشف والتحقيق العلمي، وآمنوا ايماناً يقينياً بانه لا ينطق عن الهوى إن هو الاّ وحي يوحى، فهو مبلّغ أمين عن رب العالمين، يدعو الناس الى الرشاد بالوحي الإلهي.
وهكذا فان صدق هذا الدليل y وأحقيته يستند الى هذه الاسس الاربعة الثابتة الرصينة.
الاساس الخامس:
ان ذلك المبلغ الأمين لكلام الله الازلي يرى الارواح، ويتكلم مع الملائكة، ويرشد الجن والانس معاً. فلا يتلقى العلم من عوالم الملائكة والارواح التي هي اسمى من عالم الانس والجن بل يتلقى العلم من فوق تلك العوالم كلها، بل يطّلع على ما وراءها من شؤون إلهية،