ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 320
(163-327)

الاشارة البليغة التاسعة عشرة
لقد أثبت يقيناً وبدلائل قاطعة، في الاشارات السابقة ان الرسول الاكرم y ذي ثبتت رسالتُه بالوف الدلائل القاطعة لهو برهان باهر للوحدانية الإلهية، ودليل ساطع للسعادة الابدية. وسنعرّف في هذه الاشارة تعريفاً مجملاً بشكل خلاصة الخلاصة لذلك البرهان الصادق والدليل الساطع على الوحدانية؛ لأنه: يلزم معرفة الدليل والاحاطة بوجه دلالته ما دام هو دليلاً الى المعرفة الإلهية.
لذا سنبين هنا باختصار شديد وجه دلالته y على التوحيد ومدى صدقه وصوابه فنقول: ان الرسول الكريم y دليل بذاته على وجود الخالق العظيم وعلى وحدانيته كما يدل عليه اي موجود من موجودات الكون. وقد اعلن y وجه دلالته هذا على التوحيد والوجود مع دلالة الموجودات قاطبة. ومن حيث انه y دليل على التوحيد سنشير الى صدق دلالته وحجيته وصوابه وأحقيته ضمن خمسة عشر اساساً:
الاساس الاول:
ان هذا الدليل الذي يدل على خالق الكون بذاته وبلسانه وبدلالة احواله وبلسان اطواره، لهو صادقٌ مصدَّق من قبل حقائق الكون؛ لأن دلالات جميع الموجودات الى الوحدانية انماهي بمثابة شهادات تصديقٍ لمن ينطق بالوحدانية. اي ان ما يدعو اليه مصدَّقٌ لدى الكون كله. وحيث ان ما يبينه من الوحدانية، التي هي الكمال المطلق، وما يبشرّه من السعادة الابدية التي هي الخير المطلق، مطابقان تماماً للحسن والكمال المتجليين في حقائق العالم. فهو صادق في دعواه قطعاً فالرسول الكريم y اذاً برهان صادق مصدَّق للوحدانية الإلهية والسعادة الابدية.
الاساس الثاني:

لايوجد صوت