ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 323
(163-327)

فالمعجزات المذكورة سابقاً، وسيرته الشريفة التي نقلت الينا بالتواتر تثبتان هذه الحقيقة. لذا فلا يتدخل الجن ولا الارواح ولا الملائكة فيما يبلّغه من امور بل لا يتقرب الى تبليغه حتى المقربين من الملائكة سوى جبريل عليه السلام، بل يتقدم احياناً حتى رفيقه جبريل عليه السلام الذي كان يصحبه معظم الاوقات.
الاساس السادس:
ان ذلك الدليل الذي هو سيد المَلَك والجن والانس انما هو أنور ثمار شجرة الكائنات وأكملها، وتمثال الرحمة الإلهية، ومثال المحبة الربانية، والبرهان النير للحق، والسراج الساطع للحقيقة، ومفتاح طلسم الكائنات، وكشاف لغز الخلق، وشارح حكمة العالم والداعي الى سلطان الالوهية. والمرشد البارع لمحاسن الصنعة الربانية، فتلك الذات المباركة، بما تملك من صفات جامعة انما تمثل اكمل نموذج لكمالات الموجودات. لذا فهذه المزايا التي يمتلكها ذلك النبي الكريم y وما يتصف به من شخصية معنوية تظهران بوضوح:
ان ذلك النبي الكريم y هوعلة الكون الغائية، اي أنه موضع نظر خالق الكون.
نـظـر اليه وخلق الـكون، ويصح القول انـه لـو لم يكن قـد أوجـده ما كان يـوجد الكون.
نعم؛ ان ما أتى به هذا النبي الكريم من حقائق القرآن وانوار الايمان الى الانس والجن كافة، وما يشاهَد في ذاته المباركة من اخلاق سامية وكمالات فائقة، شاهد صادق قاطع على هذه الحقيقة.
الاساس السابع:
ان ذلك البرهان الساطع للحق والسراج المنير للحقيقة قد اظهر ديناً قيماً، وابرز شريعة شاملة بحيث تضم من الدساتير الجامعة ما يحقق سعادة الدارين، كما انه بيّن اكمل بيان حقيقة الكون ووظيفته واسماء الخالق الجليل وصفاته. فالذي يمعن النظر في ذلك الاسلام الحنيف والشريعة الغراء الشاملة في طرز تعريفها للكون يدرك يقيناً

لايوجد صوت