ان ذلك الدين انما هو نظام خالق هذا الكون الجميل الذي يعرّف ذلك الخالق. اذ كما ان بنّاءً بارعاً لقصر بديع يضع تعريفاً يليق بالقصر، ويكتبه تبياناً لمهارته الفائقة، كذلك هذا الدين العظيم والشريعة السمحة وما فيه من الشمول والاحاطة والسمو يظهر بوضوح ان الذي وضعه على هذه الصورة الرفيعة انما هو واضع الكون ومدبّره. نعم، ان من كان منظِّماً لهذا الكون البديع وبهذا التنظيم الرائع لابد انه هو الذي نظّم هذا الدين الأكمل بهذا النظام الأجمل.
الاساس الثامن:
إن من يتصف بهذه الصفات الجميلة المذكورة، و تستند رسالته الى تلك الادلة والركائز الرصينة، ذلك الرسول الحبيب y، يتكلم باسم عالم الغيب متوجهاً الى عالم الشهادة، معلناً على رؤوس الأشهاد من الجن والأنس، مخاطباً الاقوام المتراصين وراء العصور المقبلة، فيناديهم جميعاً نداء رفيعاً سامياً يسمعهم قاطبة في جميع الاعصار اينما وجدوا وحيثما كانوا... نعم .. نعم نسمع!.
الاساس التاسع:
ان خطابه هذا رفيع الى حد تسمعه العصور جميعاً.. نعم، ان كل عصر يسمع رجع صدى كلامه.
الاساس العاشر:
اننا نرى في احواله وسيرته المطهرة انه يرى ثم يبلّغ في ضوء ما يرى، لأنه يبلّغ حتى عندما تحدق به المخاطر، بلا تردد ولا اضطراب وبكل ثقة واطمئنان بل قد يتحدى وحده العالم كله.
الاساس الحادي عشر:
انه قد اعلن دعوته بكل ما آتاه الله من قوة اعلنها جهاراً حتى جعل نصف الارض وخمس البشرية يلبون اوامره ويقولون لكل كلمة صدرت منه: سمعنا واطعنا.
الاساس الثاني عشر:
انه يدعو باخلاص كامل وبجدية تامة فيرّبي تربية راسخة، بحيث ان دساتيرها تنقش في جباه العصور وصحائف الاقطار