ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 346
(340-376)

الفقرة الرابعة: (صنعته في ذاك…) الخ
ان صنعة الصانع الجليل في العالم الاكبر تحمل من المعاني الغزيرة ما يظهرها كأنها كتاب بديع، مما دفع عقل الانسان الى استلهام حكمة العلوم الحقيقية منه، ويكتب مكتبتها على وفقه. فذلك الكتاب البديع الحكيم موثوق الصلة بالحقيقة، ومستمدٌ منها الى حدّ اُعلن عنه في صورة قرآن حكيم ـ منظور ـ والذي هو نسخة من الكتاب المبين.
ومثلما اتخذت صنعته سبحانه في الكون كله صورة كتاب بليغ، لكمال انتظامها، كذلك تفتحت صبغته ونقش حكمته في الانسان عن زهرة خطاب.. اي ان تلك الصنعة البديعة ذات مغازٍ دقيقة وجميلة بحيث انطقت ما في تلك الماكنة الحية من اجهزة.. وان ما صبغ بها من صبغة ربانية جعلتها في احسن تقويم حتى تفتحت عن زهرة البيان والخطاب، تلك الزهرة الحيوية المعنوية الغيبية في ذلك الرأس المادي الجامد.. فمنح سبحانه وتعالى رأس الانسان من قابلية النطق والبيان حتى انكشف ما فيه من اجهزة سامية معنوية عن مراتب كثيرة وكثيرة جداً اهّلته لموضع خطاب السلطان الازلى الجليل، مما نال رقياً ورفعةً وسمواً.
اي ان الصبغة الربانية التي في فطرة الانسان قد فتّحت زهرة الخطاب الإلهي.
فهل من الممكن أن يتدخل غير الواحد الاحد في الصنعة التي بلغت حد الاتقان والانتظام في الموجودات كلها حتى كأنها كتاب؟ وهل من الممكن أن يتدخل غيره سبحانه في الصبغة التي في فطرة الانسان التي ارتقت به الى مقام الخطاب؟! حاش لله.. وكلا.
الفقرة الخامسة: (قدرته في ذاك… ) الخ.
ان القدرة الإلهية تُظهر عظمة الربوبية في العالم الاكبر، اما الرحمة الربانية فانها تنظّم النِعم في الانسان، العالم الاصغر. اي ان

لايوجد صوت