ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثاني والعشرون | 401
(388-411)

تذيقكم الذل والهلاك. فان كنتم حقاً مرتبطين بملة الاسلام فاستهدوا بالدستور النبوي العظيم:
(الـمُؤْمِنُ لِلْـمُؤْمِنِ كَالْبُنيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً)(2) وعندها فقط تسلمون من ذل الدنيا وتنجون من شقاء الآخرة.
 الوجه السادس:
ان الاخلاص واسطة الخلاص ووسيلة النجاة من العذاب، فالعداء والعناد يزعزعان حياة المؤمن المعنوية فتتأذى سلامة عبوديته لله، اذ يضيع الاخلاص!. ذلك لان المعاند الذي ينحاز الى رأيه وجماعته يروم التفوق على خصمه حتى في اعمال البر التي يزاولها. فلا يوفق توفيقاً كاملاً الى عمل خالص لوجه الله. ثم انه لا يوفق ايضاً الى العدالة، اذ يرجح الموالين لرأيه الموافقين له في احكامه ومعاملاته على غيرهم.. وهكذا يضيع اساسان مهمان لبناء البر(الاخلاص والعدالة) بالخصام والعداء.ان بحث هذا الوجه يطول،فلا يتسع هذا المقام اكثر من هذا القدر، فنكتفي به.


المبحث الثاني
بِسْم الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿اِنَّ الله هو الرَّزاقُ ذو القوةِ المتين﴾(الذرايات : 58)
﴿وكأيِّن من دآبةٍ لا تحملُ رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم﴾
(العنكبوت:60)
أيها المؤمن: لقد ادركتَ مما سبق مدى ما تتركه العداوة 

---------------
2) اخرجه البخاري برقم (481) و (3446) و (6027) ومسلم برقم (2585) و (2627) والترمذي (1993 تحفة) وقال: حديث صحيح ورواه احمد في المسند 4/404 والنسائي 5/79 والبغوي في شرح السنة برقم (3461) وابو الشيخ برقم (300) وابن ابي شيبة في المصنف برقم (11/21) وفي الايمان برقم (90) كلهم من حديث ابي موسى الاشعري.

لايوجد صوت