ينظر الى الفانين، اي ينظر الينا نحن، فهو وجه يعشقه الفانون واهل الهوى، وهو موضع تجارة اهل الشعور، وميدان امتحان الموظفين المأمورين. وهكذا ففي حقيقة هذا الوجه الثالث جلوات اللقاء والحياة تكون مرهماً على جراحات آلام الفناء والزوال والموت والعدم في هذا الوجه للدنيا.
حاصل الكلام:
ان هذه الموجودات السيالة، وهذه المخلوقات السيارة، ما هي الاّ مرايا متحركة، ومظاهر متبدلة لتجديد انوار ايجاد الواجب الوجود .
المقام الثاني
عبارة عن مقدمة وخمس اشارات
والمقدمة عبارة عن مبحثين:
المقدمة
المبحث الاول:
ستكتب في هذه الاشارات الخمس الآتية تمثيلات، بمثابة مراصد ومناظير صغيرة وخافتة، لرصد حقيقة شؤون الربوبية، فهذه التمثيلات لاتستوعب قطعاً حقيقة الربوبية، ولايمكن ان تحيط بها، ولا ان تكون مقياساً لها، الاّ انها تمكّن المرء من ان ينظر الى تلك الشؤون البديعة من خلالها.ثم ان التعابير التي لاتناسب شؤون الذات الجليلة في التمثيلات الآتية وفي الرموز السابقة انما هي من قصور التمثيل نفسه. فمثلاً: ان المعاني المعروفة لدينا للـّذة والسرور