الربوبية وتدبّر في سعتها وشاهد سرّ الوحدة فيها. واعلم ان كل قانون برهان توحيد بذاته.
نعم! ان كل قانون من هذه القوانين الكثيرة والعظيمة جداً، لكونه قانوناً واحداً ومحيطاً بالوجود في الوقت نفسه فانه يثبت وحدانية الصانع الجليل وعلمه وارادته اثباتاً قاطعاً فضلاً عن انه تجلٍ من تجليات العلم والارادة.
وهكذا فالتمثيلات الواردة في اغلب مباحث (الكلمات) تبين طرفاً وجزءاً من مثل هذه القوانين في مثال جزئي، فهي اذاً تشير الى وجود ذلك القانون نفسه في المدعي. فمادام التمثيل يبيّن تحقق القانون فهو اذاً يثبت المدعي كالبرهان المنطقي. بمعنى ان معظم التمثيلات الموجودة في (الكلمات) كلٌ منها في حكم برهان يقيني، وحجة قاطعة.
المبحث الثاني:
لقد ذكر في الحقيقة العاشرة من الكلمة العاشرة: ان لكل ثمرة ولكل زهرة غايات ٍ وحكماً بقدر ثمرات الشجرة وازاهيرها. وتلك الحكم على ثلاثة أقسام:
قسم منها متوجه الى الصانع الجليل؛ يبين نقوش اسمائه.
وقسم آخر يتوجه الى ذوي الشعور، فالموجودات في نظرهم رسائل قيّمة وكلمات بليغة ذات مغزى.
وقسم آخر يتوجه الى الشئ نفسه، والى حياته والى بقائه، وله حِكمٌ حسب منافع الانسان، ان كان مفيداً للانسان.
فعندما كنت أتأمل وجود هذه الغايات الكثيرة لكل موجود. وردت هذه الفقرات باللغة العربية الى خاطري، دوّنتها على صورة ملاحظات على أسس تلك الاشارات الخمس الآتية:
[وهذه الموجودات الجليلة، مظاهر سيالة، ومرايا جوّالة، لتجدّد تجليات انوار ايجاده سبحانه بتبدّل التعيّنات الاعتبارية