ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الرابع والعشرون | 436
(421-442)

في اطوار حياتها. ومن بعد ذلك ترحل عن الوجود.
وهكذا فان موسم الربيع المزدان بالمصنوعات الجميلة على سطح الأرض الشبيه بمزهرة عظيمة، انما هو زهرة ناضرة تزول في الظاهر، وتذهب الى العدم. بيد انه ـ اي الربيع ـ يترك الحقائق الغيبية التي أفادها بعدد بذوره، ويترك الهويات المثالية التي نشرها بعدد الأزاهير، ويدع الحكم الربانية التي أظهرها بعدد الموجودات.
فيترك الربيع كل انواع الوجود هذه، ثم يغيب عن أنظارنا، زد على ذلك فانه يُفرغ المكان لأقرانه من جموع الربيع التي ستأتي الى الوجود لتؤدي وظائفها.
بمعنى ان ذلك الربيع ينزع عنه وجوداً ظاهرياً ويلبس ألفاً من الوجود معنىً.
 الاشارة الثالثة:
[وثالثاً: مع نشر الثمرات الأخروية والمناظر السرمدية].
هذه الفقرة تفيد: ان الدنيا مزرعة ومعمل ينتج المحاصيل التي تناسب سوق الآخرة.
اذكما ان اعمال الجن والانس ترسل الى سوق الآخرة، كذلك تؤدي بقية الموجودات في الدنيا أعمالاً كثيرة ايضاً في سبيل الآخرة وتنشئ محاصيل وفيرة لها، بل تجري كرة الارض لاجل تلك الاعمال، بل يصح القول:
ان هذه السفينة الربانية تقطع مسافة أربعة وعشرين ألف سنة في سنة واحدة، لتدور حول ميدان الحشر. كما اثبتنا في كلمات كثيرة.
مثلاً: لاشك ان اهل الجنة يرغبون ان يتذاكروا خواطرهم في الدنيا، ويتحاوروا فيما بينهم حول ذكرياتها، وربما يتلهفون لرؤية ألواح (مشاهد) تلك الذكريات والحوادث ومناظرها، اذ يستمتعون كثيراً بمشاهدة تلك الحوادث وتلك الالواح كمن يستمتع بمشاهدة المناظر على شاشة السينما.

لايوجد صوت