ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الرابع والعشرون | 437
(421-442)

فما دام الامر هكذا فالجنة التي هي دار اللذة ومنزل السعادة توجد فيها لامحالة المناظر السرمدية لمحاورات الاحداث الدنيوية ومنـــاظر احداثها. كما تشــير الى ذلك الآيـة الكريمة: ﴿على سررٍ متقابلين﴾(الحجر:47).
وهكذا، فان فناء هذه الموجودات الجميلة، بعد ظهورها في آن واحد، وتعاقب بعضها بعضاً يبيّن كأنما هي آلات معمل لتشكيل المناظر السرمدية.
مثال: ان اهل المدنية يلتقطون صور الاوضاع الغريبة والجميلة ويهدونها الى ابناء المستقبل تذكاراً لهم، كما هو على شاشة السينما. فيمنحون نوعاً من البقاء لأوضاع فانية، ويدرجون الزمان الماضي ويظهرونه في الزمان الحالي وفي المستقبل.
كذلك هذه الموجودات الربيعية والدنيوية عامة، بعد قضاء حياة قصيرة، كما يدوّن صانعُها الحكيم غاياتها التي تخص عالم البقاء في ذلك العالم، كذلك يسجل الوظائف الحياتية والمعجزات السبحانية التي ادّوها في اطوار حياتها، في مناظر سرمدية، وذلك بمقتضى اسماللهالحكيم والرحيم والودود.
 الاشارة الرابعة:
[ورابعاً: مع اعلان التسبيحات الربانية واظهار المقتضيات الاسمائية].
هذه الفقرة تفيد: ان الموجودات تؤدي أنواعاً من التسبيحات الربانية في أطوار حياتها، وتظهر ما تستلزمه الاسماء الإلهية وتقتضيها من حالات.
مثلاً: يقتضي اسم الرحيم الاشفاق، ويقتضي اسم الرزاق اعطاء الرزق، ويستلزم اسم اللطيف التلطيف.. وهكذا. فكل اسم من الاسماء الالهية له مقتضى. وكل ذي حياة يبين مقتضى تلك الاسماء، بحياته

لايوجد صوت