ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الرابع والعشرون | 435
(421-442)

بمعنى أن الموجود يفقد وجوداً ظاهرياً صورياً، ويكسب مئات من الوجود المعنوي والعلمي.
مثلاً: تعطى للحروف المطبعية ترتيباً معيناً ووضعاً خاصاً كي تطبع بها صحيفة معينة، فصورة تلك الصحيفة الواحدة وهويتها تعطى الى صحائف مطبوعة متعددة، وتنشر معاني مافيها الى عقول كثيرة، وبعد ذلك تتبدل اوضاع تلك الحروف وتُغير، لانتفاء الحاجة اليها، وللحاجة الى تنضيد صحائف اخرى بتلك الحروف.
وهكذا، فان قلم القدر الالهي يعطي هذه الموجودات الارضية، ولاسيما النباتية منها، ترتيباً معيناً ووضعاً معيناً، والقدرة الالهية توجدها في صحيفة موسم الربيع، فتعبّر عن معانيها الجميلة. وحيث ان صورها وهوياتها تنقل الى سجل عالم الغيب، كعالم المثال، فان الحكمة تقتضي ان يتبدل ذلك الوضع، كي تكتب صحيفة جديدة للربيع المقبل لتعبّر عن معانيها كذلك.
 الاشارة الثانية:
[وثانياً: مع انتاج الحقائق الغيبية والنسوج اللوحية].
هذه الفقرة تشير الى ان كل شئ، سواء أكان جزئياً أم كلياً، بعد ذهابه من الوجود (ولاسيما ان كان ذا حياة) ينتج حقائق غيبية كثيرة فضلاً عن انه يدع صوراً بعدد أطوار حياته في الالواح المثالية، التي هي في سجلات عالم المثال، فيُكتب تاريخ حياته ذا المغزى من تلك الصور والذي يسمى بالمقدرات الحياتية، ويكون في الوقت نفسه موضع مطالعة الروحانيات، بعد ذهابه من الوجود.
مثال ذلك: ان زهرة ما تذبل ثم ترحل من الوجود، الاّ انها تترك مئات من البذيرات في الوجود وتدع ماهيتها في تلك البذيرات، فضلاً عن انها تترك ألوفاً من صورها في الواح محفوظة صغيرة، وفي القوى الحافظة التي هي نماذج مصغرة للألواح المحفوظة، فتستقرئ ذوي الشعور التسبيحات الربانية ونقوش الاسماء الحسنى التي أدتها

لايوجد صوت