والرضى والامتنان لايمكن ان تعبّر عن الشؤون المقدسة لله سبحانه، ولكنها مجرد عناوين ملاحظة ليس الاّ، ومراصد تفكر فحسب.
ثم ان هذه التمثيلات تثبت حقيقة قانون رباني عظيم حول شؤون الربوبية باظهارها جزءاً وطرفاً من ذلك القانون في مثال صغير.
فمثلاً؛ لقد ذكر ان الزهرة ترحل من الوجود، الاّ انها تترك الآفاً من انواع الوجود، ثم ترحل. وبهذا المثال يُبيّن قانون عظيم للربوبية حيث يجري هذا القانون في الربيع كله كما يجري في جميع موجودات الدنيا.
نعم، ان الخالق الرحيم، بأي قانون يبدّل لباس طائر وريشه، ويجدّده، يبدل ذلك الصانع الحكيم بالقانون نفسه لباس الكرة الارضية كل سنة، ويبدل بالقانون نفسه صورة الكون قاطبة عند قيام الساعة ويغيرها..وكذا بأي قانون يحرك سبحانه الذرة كالمريد المولوي يدورحول نفسه وحول حلقة الذكر فانه يحرك بالقانون نفسه الكرة الارضية كانجذاب المريد المولوي بالذكر، بل يحرك العوالم بالقانون نفسه، ويسيّر المنظومة الشمسية به.. وكذا بأي قانون يجدد سبحانه ذرات خلايا جسمك ويحللها ويعمّرها، فانه يجدّد بالقانون نفسه، في كل سنة، في كل موسم بستانك مرات ومرات ويجدد بالقانون نفسه سطح الارض في كل ربيع ويبسط بساطاً جديداً.. وكذا، بأي قانون حكيم يحي الصانع القدير ذبابة، فانه سبحانه يحيي بالقانون نفسه شجرة الدلب الضخمة هنا ـ وهي امامنا ـ في كل ربيع، ويحيي الارض بالقانون نفسه في الربيع، ويحيي المخلوقات قاطبة بالقانون نفسه يوم الحشر الاعظم.
ويشير القرآن الحكيم الى هذا بقوله تعالى: ﴿ما خَلقُكم ولابَعثُكم الاّ كنفسٍ واحدة﴾(لقمان: 28).. وهكذا فقس.
فهناك قوانين ربوبية كثيرة جداً امثال هذه تجري من الذرة الى مجموع العالم. فتأمل في عظمة هذه القوانين التي تتضمنها فعالية