ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 484
(470-496)

وهكذا فان مبحث المناظرة مع الشيطان شبيه بهذا التمثيل، فانه يأخذ الميدان الممتد من العرش الى الفرش، من يد حزب الشيطان ويحصرهم في اضيق مكان وهو قعر البئر، ويقحمهم في اضيق ثقب لايمكنهم الدخول فيه، بل هو محال وغير معقول قطعاً، وفي الوقت نفسه يستولي على المسافة كلها باسم القرآن الكريم.
فان قيل لهم: كيف ترون مرتبة القرآن؟
فسيقولون: كتاب انساني يرشد الى الاخلاق الحسنة، وعندها يقال لهم:
اذن هو كلام الله، اذ انتم مضطرون الى قبول هذا، لأنكم لاتستطيعون القول بـ(حسن) حسب مسلككم.
وكذا ان قيل لهم: كيف تعرفون الرسول y ؟
فسيقولون: انه انسان ذو اخلاق حسنة وعقل راجح، وعندها يقال لهم:
اذاً عليكم الايمان به، لانه إن كان ذا اخلاق حسنة، وعقل راجح فانه رسول الله، لأن قولكم (حسن) لايوجد في مسلككم..
وهكذا يمكن تطبيق سائر جهات الحقيقة على بقية اشارات التمثيل.
فبناءاً على هذا:
فان ذلك المبحث الاول الذي يتضمن المناظرة مع الشيطان ينجي ايمان اهل الايمان بأدنى أمارة واصغر دليل دون ان يكونوا بحاجة الى معرفة المعجزات الاحمدية ببراهينها القاطعة.
اذ ان كل حال من الاحوال الاحمدية، وكل خصلة من الخصال المحمدية، وكل طور من الاطوار النبوية بمثابة معجزة من معجزاته y تبين وتثبت ان مقامه في اعلى عليين وليس في قعر البئر البتة.

لايوجد صوت