ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 486
(470-496)

قوبل بلطمة خلاف مقصوده، فحكم في قضية لم تخطر له على بال، ثم رجا دعاءً من خادم للقرآن، فلعل الله ينجيه، فلقد دعي له.
الثالث: معلم مدرسة، كان صديقاً لنا في الظاهر، فاظهرتُ له وجه الصداقة الخالصة. الاّ انه اتخذ طور العداء ليُنقل الى (بارلا) فتلقى لطمة، خلاف مقصوده، اذ سيق الى الجندية فاُبعد عن (بارلا).
الرابع: معلم مدرسة، كنت أراه متديناً وحافظاً للقرآن الكريم فاظهرت له وجه الصداقة الخالصة، لعل اللهيرزقه العمل للقرآن، الاّ انه ـ بمجرد كلام من موظف مسؤول ـ اتخذ موقفاً متخاذلاً ومجافياً لنا لينال توجّه اهل الدنيا له، فجاءته لطمة تأديب خلاف مقصوده، اذ وبخّه مفتشه توبيخاً شديداً، ثم عُزل عن الوظيفة.
ان هؤلاء الاربعة ذاقوا لطمة تأديب لاتخاذهم طور العداء لخدمة القرآن.
اما الثلاثة الآخرون من اصدقائي الحقيقيين فقد تلقوا تنبيهاً ـ لا لطمة ـ لعدم اتخاذهم طور الرجولة والشهامة التي تقتضيها الصداقة والوفاء.
الاول: هو احد طلابي الجادين المخلصين الحقيقيين الذين حازوا اهمية (في الخدمة القرآنية) وهو شخص موقر فاضل كان يكتب (الكلمات) باستمرار وينشرها، الاّ انه خبأ (الكلمات) التي كتبها وترك الاستنساخ موقتاً بسبب مجئ مسؤول كبير غريب الاطوار ولوقوع حادثة معينة، وذلك لئلا يجابه عنتاً من اهل الدنيا ولايجد الضيق منهم، وليأمن شرهم.
والحال ان التقصير الناجم عن تعطيل العمل للقرآن أورثه ان يوضَع نصب عينيه دفع غرامة ألف ليرة لسنة كاملة، الاّ انه حالما نوى الاستنساخ وعاد الى وضعه السابق، تبرأ من تلك الدعوى المقامة عليه، وبرئت ساحته ولله الحمد، ونجا عن دفع ألف ليرة، وهو فقير الحال.

لايوجد صوت