ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 489
(470-496)

المشبعة. بل ربما يورث سآمة ومللاً حينما يبدأ التفكر يتوجه الى المعنى، ذلك لان تلك اللطائف لا تحتاج الى تعلّم وتفهيم بقدر ما هي بحاجة الى التذكر والتوجيه والحث.
لذا فان اللفظ الذي هو اشبه بالجلد يكفي لتلك اللطائف وفي اداء وظيفة المعنى، وخاصة ان تلك الالفاظ العربية هي مبعث فيض دائم، اذ تذكر بالكلام الإلهي والتكلم الرباني.
فهذه الحالة التي جربتها بنفسي تبين لنا:
ان التعبير باي لغة كانت غير اللغة العربية، عن حقائق الاذان وتسبيحات الصلاة، وسورة الاخلاص والفاتحة التي تتكرر دائما، ضار جداً. ذلك لان اللطائف الدائمة تبقى محرومة من نصيبها الدائم بعدما ان تفقد المنابع الحقيقية الدائمية التي هي الالفاظ الإلهية والنبوية. فضلاً عن انه يضيع في الاقل عشر حسنات لكل حرف. ولعدم دوام الطمأنينة والحضور القلبي لكل واحد في الصلاة، تبعث التعابير البشرية المترجمة عند الغفلة ظلمتها في الروح.. وامثالها من الاضرار الاخرى.
نعم، فكما قال الامام ابو حنيفة رضي الله عنه ان: (لا إله إلا الله) علم للتوحيد. كذلك نقول:
ان الاكثرية المطلقة لكلمات التسبيحات والاذكار وخاصة كلمات الاذان والصلاة والذكر، اصبحت بمثابة الاسم والعَلَم، فتُنظر الى معانيها العرفية الشرعية اكثر من النظر الى معانيها اللغوية، لذا لا يمكن شرعاً تبديلها مطلقاً.
اما معانيها التي لابد ان يفهمها كل مؤمن، فان اي شخص عامي يمكنه ان يفهم ويتعلم مجمل معانيها في اقصر وقت. فكيف يعذر ذلك المسلم الذي يقضي عمره مالئاً فكره وعقله بما لا يعنيه من الامور ولا يصرف جزءاً ضئيلاً من وقته لفهم تلك المعاني التي هي مفاتيح حياته الابدية وسعادته الدائمة. بل كيف يعتبر من المسلمين وكيف يقال عنه انه انسان عاقل!!

لايوجد صوت