ان اهل الحق والاستقامة الذين يطلق عليهم (اهل السنة والجماعة، وهم يمثلون الغالبية العظمى في العالم الاسلامي، قد قاموا بحفظ حقائق القرآن والايمان كما هي على محجتها البيضاء الناصعة، وذلك باتباعهم السنة الشريفة بحذافيرها كما هي، دون نقص أو زيادة، فنشأت الاكثرية المطلقة من الاولياء الصالحين من هذه الجماعة. ولكن شوهد أولياء آخرون في طريق تخالف أصول أهل السنة والجماعة، وخارجة عن قسم من دساتيرهم، فانقسم الناظرون في شأن هؤلاء الاولياء الى قسمين:
الاول:
هم الذين انكروا ولايتهم وصلاحهم، وذلك لمخالفتهم اصول اهل السنة والجماعة بل قد ذهبوا الى أبعد من الانكار، حيث كفّروا عدداً منهم.
أما الاخر:
فهم الذين اتبعوهم وأقروا ولايتهم، ورضوا عنهم، لذا قالوا:إن الحق ليس محصوراً في سبيل اهل السنة والجماعة. فشكلوا بهذا القول فرقة مبتدعة وانساقوا الى الضلال. ناسين أن المهتدي لنفسه ليس من الضروري ان يكون هادياً لغيره، ولئن كان شيوخهم يُعذرون على ما ارتكبوا من أخطاء لأنهم مجذوبون، الا انهم لا يعذرون في اتباعهم لهم.
وهناك قسم ثالث:
سلكوا طريقاً وسطاً، حيث لم ينكروا ولاية اولئك الاولياء وصلاحهم، الا أنهم لم يرضوا بطريقتهم ومنهجهم، وقالوا: ان ما تفوهوا به من الاقوال المخالفة للاصول الشرعية، اما انها ناشئة عن غلبة الاحوال عليهم مما جعلهم يخطئون، أو انها شطحات شبيهة بالمتشابهات التي لا تعرف معانيها ولا تفهم مراميها.
فالقسم الاول ولاسيما علماء اهل الظاهر قد انكروا ولاية كثير من اولياء عظام - مع الاسف - وذلك بنية الحفاظ على طريق اهل السنة،