ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 494
(470-496)

ليكن معلوماً لدى الجميع، ان الذي يزورنا اما انه يأتي الينا لأجل امور تخص الحياة الدنيا. فذلك الباب مسدود.
او أنه يأتي الينا من حيث الحياة الآخرة. ففي تلك الجهة بابان: فاما انه يتصور انني رجل مبارك صاحب مقام عند الله ولأجل هذا يأتي الينا، هذا الباب ايضاً مسدود. اذ لا تعجبني نفسي ولا يعجبني من يعجب بي. فحمداً لله اجزل حمد اذ لم يجعلني راضياً عن نفسي.
أما الجهة الاخرى فهو يأتي الينا لكوني خادماً للقرآن ودلالاً له وداعياً اليه ليس إلاّ. فمرحباً واهلاً وسهلاً وعلى العين والرأس لمن يأتينا من هذا الباب.
وهؤلاء ايضاً على ثلاثة انماط.
فاما انه صديق، او انه اخ، او انه طالب.
فخاصية الصديق وشرطه:
ان يكون مؤيداً تأييداً جاداً لعملنا في نشر الانوار القرآنية (رسائل النور)، وان لا يميل الى الباطل والبدع والضلالة قلباً، وان يسعى ايضاً ليفيد نفسه.
وخاصية الاخ وشرطه:
ان يكون ساعياً سعياً حقيقياً وجاداً لنشر الرسائل، فضلاً عن ادائه الصلوات الخمس، واجتنابه الكبائر السبع.
وخاصية الطالب وشرطه:
ان يعد رسائل النور كأنها من تأليفه هو، وانها تخصه بالذات، فيدافع عنها وكأنها ملكه، ويعتبر نشر تلك الانوار والعمل لها اجلّ وظيفة لحياته.
فهذه الطبقات الثلاث تتعلق بالجوانب الثلاث لشخصيتي.
فالصديق يرتبط بشخصيتي الذاتية. والاخ يرتبط بشخصيتي العبدية اي كوني اؤدي مهمة العبودية لله سبحانه. اما الطالب فهو يرتبط بي من حيث كوني داعياً ودلالاً للقرآن الحكيم ومرشداً اليه.
وهذا النوع من اللقاء له ثلاث ثمرات:

لايوجد صوت