ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 493
(470-496)

المشهورة ذات العبرة(1).
وان قسماً آخر من الأولياء مع انهم ضمن نطاق العقل والصحو والرشاد، الا انهم يتلبسون احياناً حالات خارجة عن طور العقل والمحاكمات المنطقية. وان صنفاً من هذا القسم هم أهل التباس، أي يلتبس عليهم الأمر فلا يميزون، اذ ما يرونه من مسألة ما في حالة السكر يطبقونه في حالة الصحو. فيخطئون ولا يدركون انهم يخطئون.
أما المجذوبون، فقسم منهم محفوظون عند الله، لا يضلون ولا ينساقون مع أهله، بينما قسم آخر منهم ليسوا محفوظين عند الله، فلربما يكونون ضمن فرق اهل البدعة والضلالة، بل هناك احتمال ان يكونوا ضمن الكفار.
وهكذا. فلأنهم مجذبون - سواء أكانوا بصورة مؤقتة أم دائمة - فهم في حكم مجانين طيبين مباركين - اي ينسحب عليهم حكمهم - ولأنهم مجانين مباركين طليقون في تصرفاتهم فليسوا مكلفين، ولأنهم غير مكلفين فلا يؤاخذون على تصرفاتهم. فمع ان ولايتهم المجذوبة محفوظة يوالون أهل البدع فيروجون مسالكهم الى حد ما ويكونون سبباً سيئاً مشؤوماً في دخول قسم من المؤمنين واهل الحق في ذلك المسلك.
المسألة العاشرة
كتبتْ هذه المسألة بناء على تذكير بعض الأصدقاء في بناء قاعدة تخص الزائرين 
------------------------------------------------------------
(1) يحكى ان ولياً صالحاً يدعى (جبالى بابا) كان يسكن القسطنطينية، وكان يحب اهلها النصارى ويحبونه ولاسيما اطفالهم فكان يعطف عليهم كثيراً، ولما حاصر السلطان محمد الفاتح المدينة، كان هذا الولي الصالح يدعوالله الا تصيب قذائف السلطان المرمى، وان ينجي هؤلاء الصغار المحبوبين. وفعلاً تأخر الفتح، فاستشار السلطان شيخه (آق شمس الدين) وهو العالم العامل والولى الصالح. فكان آق شمس الدين يدعو للنصر، وجبالي بابا يدعو بخلافه، حتى دعا آق شمس الدين بهلاك جبالى بابا، ليتم النصر. فتوفي جبالى بابا، وفتحت القسطنطينية.ـ المترجم.

لايوجد صوت