ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 490
(470-496)

فهل من العقل في شئ ان تفسد تلك الالفاظ التي هي مستودع منابع تلك الانوار لاجل تقاعس هؤلاء الكسالى؟!
ثم انه عندما يقول أي مؤمن، بأي لغة يتكلم: (سبحان الله) فانه يعلم انه يقدس ربه جل وعلا.. الا يكفي هذا القدر؟! بينما اذا حصر اهتمامه بالمعنى المجرد، بلسانه الخاص، فانه لا يتعلم الا حسب تفكيره وعقله، الذي يأخذ حظه ويفهم مرة واحدة، والحال انه يكرر تلك الكلمة المباركة اكثر من مائة مرة يومياً ففضلاً عن ذلك الفهم العقلي فان المعنى الاجمالي الذي سرى في اللفظ وامتزج معه هو مبعث انوار وفيوضات كثيرة جداً، ولاسيما ان تلك الالفاظ العربية لها اهميتها وقداستها وانوارها وفيوضاتها، حيث انها كلام إلهي.
ومجمل القول: انه لا يمكن ان يقوم مقام الالفاظ القرآنية التي هي محافظ ومنابع للضروريات الدينية اي لفظ آخر، ولا يمكن لاي لفظ آخر ان يحل محلها قطعاً، ولا ان يؤدي الغرض منها لقدسيتها، وسموها، ودوامها، وان ادى مؤقتاً جزءاً ضئيلاً منها. اما الامور الدينية من غير الضروريات فليس هناك حاجة الى تبديل الفاظها ايضاً لان تلك الحاجة تندفع بالمواظبة على النصيحة والارشاد والوعظ.
والنتيجة: ان شمولية اللغة العربية الفصحى وسعتها، والبيان المعجز في الالفاظ القرآنية، تحولان دون ترجمة تلك الالفاظ، ولذلك لا يمكن ترجمتها قطعاً، بل انه محال. ومن كان يساوره الشك في هذا فليراجع (الكلمة الخامسة والعشرين) في المعجزات القرآنية ليرى منزلة الآية الكريمة باعجازها وتشعبها وشمولها وجمالها ومعناها الرفيع واين منها (الترجمة) التي هي معنى مبتور بل ناقص وقاصر.

المسألة التاسعة
مسألة مهمة خاصة تكشف سراً من اسرار الولاية

لايوجد صوت