ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 492
(470-496)

بل ذهبوا مضطرين الى الحكم بضلالهم تحدوهم تلك النية.
أما الآخرون المؤيدون لهم، فقد تركوا طريق الحق وأداروا ظهورهم لها، لما يحملون من حسن الظن المفرط بشيوخهم، بل حصل انجراف قسم منهم الى الضلال فعلاً.
وبناء على هذا السر، فقد كانت هناك حالة تشغل فكري كثيراً وهي:
انني دعوت الله بهلاك قسم من اهل الضلال في وقت مهم، ولكن قوة معنوية رهيبة صدت دعائي عليهم، وردّت عليّ ذلك الدعاء، ومنعتني من القيام بمثله. ثم رأيت ان ذلك القسم من ارباب الضلال انما يوغلون في اجراءاتهم الباطلة ويتمادون في مجانبة الحق، ويجرون الناس خلفهم الى الهاوية بتيسير وتسهيل من قوة معنوية، فيوفــّقون في أعمالهم لا بالاكراه وحده بل ينساق ايضاً قسم من المؤمنين وينخدعون بهم لامتزاجهم بميل من جانب قوة الولاية، فيسامحهم هؤلاء المؤمنون ولا يرونهم على فساد كبير!
وحينما شعرت بهذين السرين تملكتني دهشة ورهبة، فقلت متعجباً:
يا سبحان الله! هل يمكن ان تكون ولاية في غير طريق الحق؟ وهل يمكن ان يوالي أهل الحقيقة والولاية تيار ضلالة رهيبة؟
ثم كان في يوم مبارك من أيام عرفة المشهودة، اذ قرأت سورة الاخلاص مائة مرة وكررتها مرات ومرات اتباعاً لعادة اسلامية مستحسنة، فوردت الى قلبي العاجز من لدن الرحمة الإلهية ببركة تلك القراءة، الحقيقةُ الآتية فضلاً عما ورد من (جواب عن مسألة مهمة):
والحقيقة هي:
ان قسماً من الاولياء مع ما يبدو منهم من حصافة ورشد، ولهم محاكمات عقلية منطقية الا انهم مجذوبون. فهم اشبه بـ (جبالى بابا) الذي تروى قصته عن زمن السلطان محمد الفاتح، تلك القصة

لايوجد صوت