ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 487
(470-496)

الثاني: صديق وفيّ شجاع شهم كان جاري منذ خمس سنوات، الاّ انه لم يلقني لبضعة اشهر، ولم يزرني حتى في شهر رمضان والعيد تهاوناً منه، وذلك لكسب توجه اهل الدنيا له ونيل رضاهم عنه، ولاسيما المسؤول الذي أتى حديثاً، لكن خاب أمله، ولقى خلاف مقصوده، اذ لم يعد لهذا المسؤول نفوذ كالسابق، حيث انتهت مسألة القرية.
الثالث: حافظ للقرآن، كان يزورني مرة او مرتين في الاسبوع، عيّن اماماً في جامع، وتركني ليتمكن من لبس العمامة، ولم يأتني حتى في العيد، الاّ انه لم يلبسها ـ خلافاً للعادة ـ وبعكس مقصوده، رغم انه ادّى الامامة زهاء ثمانية شهور.
وامثال هذه الحوادث كثيرة جداً، لاأذكرها لئلا أجرح شعور البعض، ولكنها مهما كانت حوادث منفردة قد تعد امارات ضعيفة الاّ ان اجتماعها تشعر بالقوة وتورث القناعة والاطمئنان ؛ باننا نعمل في ظل إكرام الهي وتحت رعاية ربانية من حيث خدمة القرآن الكريم، وليس من جهة شخصي بالذات، اذ لا أجد في نفسي ما يليق بأي إكرام إلهي مهما كان.
فعلى أصحابي الاحباب ان يدركوا هذا جيداً، والاّ يبالوا بالشبهات والاوهام. واني ابينها لهم خاصة لأن الاكرام اكرام إلهي من حيث الخدمة القرآنية، وان الامر ليس للفخر بل هو شكر لله. فالامر الالهي صريح في قوله تعالى:
﴿واما بنعمة ربك فحدث﴾(الضحى:11) .

المسألة الثامنة
سؤال المثال الثالث من النقطة الثالثة للسبب الخامس من الاسباب المانعة للاجتهاد في الوقت الحاضر من الكلمة السابعة والعشرين

لايوجد صوت