ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس والعشرون | 508
(497-510)

معها سائقٌ وشَهيد  لقد كنتَ في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرُك اليومَ حديد  وقال قرينُه هذا ما لديّ عتيدٌ  ألقيا في جهنمَ كلَّ كفّارٍ عنيد﴾
(ق:18ــ 24).
عندما كنت اتلو هذه الآيات الكريمة من سورة (ق) قال الشيطان:
- انكم ترون سلاسة القرآن ووضوحه اهم ركن في فصاحته، بينما النقلات بعيدة والطفرات هائلة في هذه الآيات. فترى الآية تعبرُ من سكرات الموت الى القيامة، وتنتقل من نفخ الصور الى ختام المحاسبة، ومن هناك تذكر الإلقاء في جهنم.. أيبقى للسلاسة موضع ضمن هذه النقلات العجيبة؟ وفي القرآن في اغلب مواضعه نرى مجموعة من هذه المسائل البعيدة الواحدة عن الاخرى، فاين موقع السلاسة والفصاحة من هذا؟.
الجواب:
ان اهم اساس في اعجاز القرآن المبين هو الايجاز بعد بلاغته الفائقة، فالايجاز اهم اساس لإعجاز القرآن واقواه، فهذا الايجاز المعجز في القرآن الكريم كثير ولطيف جداً في الوقت نفسه، بحيث ينبهر امامه اهل العلم والتدقيق.
فمثلاً قوله تعالى:
﴿وقيلَ يا ارضُ ابلعي ماءك ويا سماءُ أقلعي وغيضَ الماءُ وقُضي الأمر واستوتْ على الجودي وقيل بُعداً للقوم الظالمين﴾(هود: 44)
فهذه الآية الكريمة تبين في بضع جمل قصيرة حادثة الطوفان العظيمة ونتائجها، وتوضحها بايجاز معجز في الوقت نفسه، حتى ساقت الكثيرين من اهل البلاغة الى السجود لروعة بلاغتها.
وكذا قوله تعالى:
﴿كذّبتْ ثمود بطغواها  اذ انبعثَ اشقاها  فقال لهم رسولُ الله ناقةَ الله

لايوجد صوت