ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس والعشرون | 507
(497-510)

تقوله ولن تقوله قطعاً حسب الحجج السابقة القاطعة. لذا وبالضرورة وبلا أدنى شبهة يكون القرآن الكريم كلام رب العالمين، ذلك لأنه ليس هناك وسط في المسألة، اذ هو محال لا يمكن ان يحدث قط، كما اثبتناه اثباتاً قاطعاً، وقد شاهدتَه بنفسك واستمعت اليه.
وكذا فان محمداً y إما انه رسول الله وسيد المرسلين وافضل الخلق اجمعين، أو يلزم افتراضه (حاش لله ثم حاش لله) بشراً مفترياً على الله لا يعرفه ولا يعتقد به ولا يؤمن بعذابه، فسقط الى اسفل سافلين(2) وهذا ما لا تقدر على قوله يا ابليس، لا أنت ولا من تعتز بهم من فلاسفة اوروبا ومنافقي آسيا، لأنه ليس هناك أحد في العالم يسمع منك هذا الكلام ثم يصدّقه قط.
لأجل هذا فان اشد الفلاسفة فساداً وأفسد اولئك المنافقين وجداناً يعترفون بأن محمداً y كان فذاً في العقل وآية في الاخلاق.
فما دامت المسألة منحصرة في شقين فقط، وان الشق الثاني محال قطعاً، لا يدّعيه أحد، وأن المسألة لا وسط فيها - كما اثبتنا ذلك بحجج قاطعة - فلابد وبالضرورة - ورغم انفك ورغم انف حزبك ايها الشيطان - وبالبداهة وبحق اليقين فان محمداً y رسول الله وسيد المرسلين وفخر العالمين وافضل الخلق أجمعين عليه الصلاة والسلام بعدد الملك والانس والجان.


اعتراض ثانٍ تافهٍ للشيطان
﴿ما يَلفظُ من قولٍ الاّ لَديه رقيبٌ عتيدٌ  وجاءتْ سكرةُ الموتِ بالحق ذلك ما كنتَ منه تحيد  ونُفخَ في الصور ذلك يومُ الوعيد  وجاءت كلُّ نفسٍ 
-----------------------------------------------------------
(2) اضطررت الى استعمال هذه التعابير بفرض المحال وفرائصي ترتعد، وذلك اظهاراً لمحالية فكر أهل الضلال الكفري وبيان فساده بالمرة، استناداً الى ذكر القرآن الكريم لكفريات الكافرين، وتعابيرهم الغليظة الممجوجة، لأجل دحضها. - المؤلف.

لايوجد صوت