ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس والعشرون | 505
(497-510)

شعرة بيضاء من حاجبه أمام عينه، فظنها الهلال، فقال: لقد شاهدت الهلال!!
وهكذا فمن المحال ان تكون تلك الشعرة هلالاً. ولكن لأنه قد قصد في رؤيته الهلال بالذات وتراءت تلك الشعرة امامه فظهرت له ظهوراً تبعياً - اي ثانوياً - لذا تلقّى ذلك المحال ممكناً.
 ثالثاً: ان الانكار شئ وعدم القبول أو الرفض شئ آخر. اذ ان عدم القبول هو عدم مبالاة، فهو اغماض العين امام الحقائق ونفي بجهالة، وليس بحكم. وبهذا يمكن أن يستتر كثير من المحالات تحت هذا الستار، اذ لا يُشغل عقله بتلك الامور.
أما الانكار فهو ليس بعدم قبول، بل هو قبول العدم، فهو حكم، يضطر صاحبه الى اشغال عقله وإعمال فكره.
وعلى هذا يمكن لشيطان مثلك أن يسلب منه العقل، ثم يخدعه بالانكار.
ثم انك ايها الشيطان قدخدعت اولئك الشقاة من الأنعام الذين هم في صور الاناسي فمهّدت لهم الكفر والانكار اللذين يولدان كثيراً جداً من المحالات، بالغفلة والضلالة والسفسطة والعناد والمغالطة والمكابرة والاغفال والتقليد وامثالها من الدسائس التي تُري الباطل حقاً والمحال ممكناً.
 رابعاً: ان افتراض القرآن الكريم كلام بشر يستلزم ان يُتصور كتاباً يرشد - كما هو مشاهد - الاصفياء والصديقين والاقطاب الذين يتلألأون كالنجوم في سماء الانسانية، ويعلّم بالبداهة الحق والعدل والصدق والاستقامة والأمن والامان لجميع اهل الكمال، ويحقق سعادة الدارين بحقائق اركان الايمان ودساتير اركان الاسلام، وهو الكتاب الحق المبين والحقيقة الزكية الطاهرة، وهو الصدق بعينه والقول الفصل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. يستلزم ان يُتصور - بهذا الافتراض - خلاف اوصافه وتأثيراته

لايوجد صوت