ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس والعشرون | 502
(497-510)

وكما انه محال ظهور اليراعة (ذبابة الليل) لأهل الرصد والفلك بمظهر نجم حقيقي، طوال الف سنة، دون تكلف! وكما انه محال ظهور الذباب بمظهر الطاووس لذوي الابصار، طوال الف سنة دون تصنع! وكما انه محال تقمص جندي اعتيادي طور مشير في الجيش واعتلاء مقامه، مدة مديدة، من دون ان يكشف احد خداعه. وكما انه محال ظهور مفترٍ كاذب لا ايمان له في طور أصدق الناس واكثرهم ايماناً وارسخهم عقيدة، طوال حياته، امام انظار المتفحصين المدققين، بلا تردد ولا اضطراب، ويخفي تصنعه عن انظار الدهاة..
فكما ان هذه الامثلة محالة في مائة محال، ولا يمكن ان يصدّقها كل من يملك مسكة من عقل، بل لابد أن يحكم انها هذيان وجنون.. كذلك افتراض القرآن كلام بشرـ حاش لله الف الف مرة حاش لله ـ اذ يستلزم:
عدّ ماهية الكتاب المبين الذي هو نجم الحقيقة اللامع، بل شمس الكمالات الساطعة، تشع دوماً انوار الحقائق في سماء عالم الاسلام، كما هو مشاهد..يستلزم الفرض عدّ ذلك النور الساطع بصيصاً يحمله متصنع، يصوغه من عند نفسه بالخرافات (حاش لله الف الف مرة) والاقربون منه والمدققون لأحواله لا يميزون ذلك، بل يرونه نجماً عالياً ومنبعاً ثراً للحقائق! وما هذا الاّ محال في مائة محال. فضلاً عن ذلك فانك ايها الشيطان، ان تماديت في خبثك ودسائسك اضعاف اضعاف ما انت عليه الآن، فلن تستطيع ان تجعل هذا المحال ممكناً، ولن تقنع به عقلاً سليماً قط. ولكنك تغرر بالناس باراءتهم الامور من بعيد فتريهم النجم اللامع صغيراً كاليراعة.
 ثالثاً: ان افتراض القرآن كلام بشر يستلزم ان تكون حقائق واسرار الفرقان الحكيم ذي المزايا السامية والبيان المعجز، الجامع لكل رطب ويابس، الذي له آثار جليلة في عالم الانسانية، وتجليات باهرة وتأثيرات طيبة مباركة ونتائج قيمة - كما هو مشاهد - اذ هو الذي ينفث في البشرية الروح ويبعث فيها الحياة ويوصلها الى السعادة

لايوجد صوت