وان القدير الذي يملأ ما بين السماء والارض بالسحب، ثم يفرغه في دقيقة واحدة لقادر على تهدئة عواصف البحر الجامحة في طرفة عين.. وان القدير ذا الجلال الذي يوجد في ساعة من ايام الربيع نموذج فصل الصيف، ويوجد في ساعة من ايام الصيف زوبعة من زوابع الشتاء، لقادر على تبديد الظلمات المتراكمة في سماء العالم الاسلامي والمخاطر المحدقة به على يدي (المهدي) وقد وَعدَنا بذلك، وهو منجزٌ وعده لامحالة.
وهكذا، اذا ما نظرنا الى هذه المسألة من زاوية دائرة القدرة الإلهية فهي في منتهى السهولة، واذا مانظرنا اليها وتأملنا فيها من زاوية دائرة الاسباب والحكمة الربانية فهي ايضاً في غاية السهولة - بل هو اقرب وأولى شئ للحدوث ـ حتى قرر أرباب الفكر والنظر على ان الحكمة الربانية تقتضي هكذا، وسيكون حتماً، حتى وإن لم توجد رواية عن المخبر الصادق y في شأنه اي ان مجيئه أمر لازم وضروري. ذلك لان دعاء:
(اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد)..
الذي تكرره الامة، في صلواتهم جميعها، كل يوم خمس مرات في الاقل، وثبت قبوله بالمشاهدة، فان آل محمد y كآل ابراهيم عليه السلام كانوا يتبؤون مركز الصدارة والزعامة دوماً وفي مقدمة جميع السلالات المباركة في مختلف الاعصار والاقطار(1)، وهؤلاء الأبطال من الكثرة، بحيث ان مجموعهم يشكل جيشاً عظيماً جداً.
--------------------
(1) حتى ان أحد اولئك السادة (من آل البيت) هو السيد أحمد السنوسي، يقود ملايين المريدين، ومنهم السيد ادريس يقود أزيد من مائة ألف من المسلمين، والسيد يحيى الأمير على مئات الالوف من الاشخاص.. وهكذا نرى الكثيرين من افراد قبيلة السادة (من اهل البيت) من امثال هؤلاء القادة الابطال الميامين كما هو ظاهر، فضلاً عما وجد في الباطن كذلك قادة القواد كالسيد عبد القادر الكيلاني والسيد ابو الحسن الشاذلي، والسيد احمد البدوي وامثالهم .ــ المؤلف.