المؤمنين. وان كانوا يرغبون في الرقي الحضاري، فان امثال هؤلاء الملحدين مثلما يضرون بادارة الدولة فهم يعيقون التقدم ايضاً ؛ اذ يخلّون بالامن والنظام، وهما اساسا الرقي والتجارة. وفي الحقيقة هم مخرّبون بمقتضى مسلكهم. وان أحمق الحمقى في الدنيا هو من ينتظر من امثال هؤلاء الملحدين السفهاء الرقي وسعادة الحياة.
ولقد قال أحد هؤلاء الحمقى، وهو يشغل منصباً مهماً: اننا تأخرنا لقولنا: الله.. الله.. بينما اوروبا تقدمت لقولها : المدفع.. البندقية.!.
ان جواب امثال هؤلاء: السكوت حسب قاعدة: (جواب الاحمق السكوت) ولكننا نقول قولاً لاولئك العقلاء الشقاة الذين يتبعون امثال هؤلاء الحمقى:
ايها البائسون! هذه الدنيا انما هي دار ضيافة، وان الموت حق، اذ يشهد على ذلك ثلاثون ألف شاهد بجنائزهم يومياً. أتقدرون على قتل الموت؟ أيمكنكم تكذيب هؤلاء الشهود؟ فما دمتم عاجزين عن ذلك فاعلموا ان الموت يدفعكم الى قول: الله.. الله.. فاي من مدافعكم وبنادقكم تتمكن من ان تبدد الظلمات الابدية للمحتضر الذي يعاني السكرات وينور عالمه، بدلاً عن ذكر (الله.. الله) واي منها يستطيع ان يبدل يأسه القاتم الى أمل مشرق، غير ذكر (الله.. الله).
فما دام الموت موجوداً، وان المصير الى القبر حتماً، وان هذه الحياة ماضية راحلة، وستأتي حياة باقية خالدة، فان قيل : المدفع.. البندقية مرة واحدة فلابد من القول ألف مرة : (الله.. الله) بل البندقية نفسها ستقول: (الله.. الله) ان كانت في سبيل الله! وسيصرخ المدفع نفسه بـ: الله اكبر. عند الافطار وعند الامساك!.
الاشارة الرابعة: ان اهل البدع الهدّامين على قسمين :
قسم منهم يظهرون ولاءً للدين، ويقولون: (اننا نريد تقوية الدين الذي ضعف بغرس شجرته النورانية في تراب القومية)، فيريدون ان يقووا الدين بالقومية. وكأنهم بهذا يخدمون الاسلام.