الاختيار، أما الآن فهم جائعون فلا اختيار في التلذذ.
90ــ ينبغي التبسم في وجه الألم المؤقت والترحيب به اكثر من التبسم للّذة المؤقتة، اذ اللذات الماضية تُنطِق المرء بالحسرات وما هي إلاّ ترجمان لألمٍ مستتر بينما الآلام الماضية تُنطِق المرء: بالحمد لله الذي يخبر عن لذةٍ ونعمةٍ مضمرة.
91ــ ان النسيان كذلك نعمة. لأنهُ يذيق الآلام اليومية وحدها، بينما يُنسي المتراكمة منها.
92ــ ان لكل مصيبة درجة نعمة كدرجات الحرارة - التي تتداخلها البرودة - لذا ينبغي الشكر لله بالتفكير فيما هو أعظم، ورؤية النعمة في الأصغر. وإلاّ اذا نُفخ فيها واستُعظِمتْ فانها تعظُم، واذا اُقلق من اجلها تتوأمت وانقلب مثالُها الوهمي في القلب الى حقيقة تسحق القلب.
93ــ لكل شخص نافذة يطل منها على المجتمع - للرؤية والاراءة - تسمى مرتبة، فاذا كانت تلك النافذة ارفعَ من قامة قيمته يتطاول بالتكبر، اما اذا كانت اخفضَ من قامة قيمته، يتواضع بالتحدّب وينخفض حتى يشهد في ذلك المستوى ويُشاهد. إن مقياس العظمة في الانسان هو التواضع،أما مقياس الصغر فيه فهو التكبر والتعاظم.
94ــ ان عزة النفس التي يشعر بها الضعيف تجاه القوي لو كانت في القوي لكانت تكبراً، وكذا التواضع الذي يشعر به القوي تجاه الضعيف، لو كان في الضعيف لكان تذللاً.
ان جديّة وليّ الامر في مقامه وقارٌ، أما لينُه فهو ذلة. كما ان جديته في بيته دليل على الكبر ولينَه دليل على التواضع.
ان كان الفرد متكلماً عن نفسه فصَفحُه وسماحه - عن المسيئين - وتضحيته - بما يملك - عمل صالح، اما اذا كان متكلماً باسم الجماعة فخيانة وعمل غير صالح.