السحر الذي يورده القرآن الكريم في مواضع كثيرة على لسان الكفار الألداء ليشير الى انهم لم ينكروا وقوع المعجزات ولم يسعهم ذلك، وانما اسندوها الى السحر خداعاً لأنفسهم وتغريراً باتباعهم.
نعم، أن للمعجزات الأحمدية قطعية تامة تبلغ قوة مائة تواتر، فلا سبيل الى انكارها قط.
والمعجزة بحد ذاتها تصديقٌ من رب العالمين لدعوى رسوله الكريم، أي كأن المعجزة تقوم مقام قول الله: صدق عبدي فأطيعوه.
مثال للتوضيح:
لو كنتَ في حضرة سلطان أو في ديوانه، وقلتَ لمن حولك: لقد عينني السلطان عاملاً في الأمر الفلاني، وحينما طلبوا منك دليلاً على ادعائك أومأ السلطان بنفسه: أنْ نعم، اني جعلته عاملاً. ألا يكون ذلك شهادة صدق لك؟. فكيف اذا خرق السلطان - لأجلك - عاداته وبدّل قوانينه لرجاء منك؟ أفلا يكون ذلك تصديقاً أقوى لدعواك وأثبت من قول: نعم؟
وكذلك كانت دعوى الرسول y، اذ قال: انني رسول من رب العالمين. وأما دليلي فهو انه سبحانه يبدّل قوانينه المعتادة بالتجائي ودعائي وتوسلي اليه. وهاكم انظروا الى أصابعي، انه يفجّر منها الماء كما يتفجّر من خمس عيون.. وانظروا الى القمر، انه يشقّه لي شقين باشارة من اصبعي.. وانظروا الى تلك الشجرة كيف تأتي اليّ لتصدقني وتشهد لي.. وانظروا الى هذه الحفنة من الطعام كيف انها تُشبع مائتين أو ثلاثمائة رجلٍ! وهكذا أظهر y مئات من المعجزات أمثال هذه.