ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 168
(163-327)

ان وجهه ليس بوجه كاذب)(1).

وعلى الرغم من ان العلماء المحققين قد ذكروا ما يقارب الألف من دلائل نبوته ومعجزاته فان هناك ألوفاً منها، بل مئات الألوف. ولقد صدّق بنبوته مئات الألوف من الناس المتباينين في الفكر بمئات الألوف من الطرق. والقرآن الكريم وحده يظهر ألفاً من البراهين على نبوته y، عدا اعجازه البالغ أربعين وجهاً.

ولما كانت النبوة محققة وثابتة في الجنس البشري، وان مئات الألوف(2) من البشر جاءوا فاعلنوا النبوة، وقدّموا المعجزات برهاناً وتأييداً لها، فلا شك ان نبوة محمد y تكون اثبت واكد من الجميع، لأن مدار نبوة الانبياء وكيفية معاملاتهم مع اممهم والدلائل والمزايا والأوضاع التي دلت على نبوة عامة الرسل أمثال موسى وعيسى عليهما السلام توجد بأتم صورها وأفضل معانيها لدى الرسول الكريمy. وحيث ان علة حكم النبوة وسببها أكمل وجوداً في ذاته y، فان حكم النبوة لا محالة ثابت له بقطعية اوضح من سائر الانبياء عليهم السلام.

الاشارة البليغة الثالثة

ان معجزات الرسول y كثيرة جداً ومتنوعة جداً، وذلك لأن رسالته عامة وشاملة لجميع الكائنات؛ لذا فله في أغلب أنواع الكائنات معجزات تشهد له، ولنوضح ذلك بمثال:

لو قَدِم سفير كريم من لدن سلطان عظيم لزيارة مدينة عامرة بأقوام شتى، حاملاً لهم هدايا ثمينة متنوعة، فان كل طائفة منهم


(1) وردت قصة اسلام عبد اللـه بن سلام في صحيح البخاري (انظر المشكاة 5870). والشفا (1/247) عن الترمذي وغيره .

(2) عن ابي أمامة، قال أبو ذر: (قلت: يا رسول الله كم وفاءُ عدّة الأنبياء؟ قال: (مائة الف وأربعة وعشرون ألفا، الرسلُ من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً) رواه الامام احمد (مشكاة المصابيح 3/122ت 5737  قال المحقق: حديث صحيح). وانظر زاد المعاد تحقيق الارناؤوط (1/43ــ44).

لايوجد صوت