ستُوفد في هذه الحال ممثلاً عنها لاستقباله بأسمها والترحيب به بلسانها.
كذلك لما شرَّف العالَم السفيُر الأعظم y لملك الأزل والأبد، ونوَّره بقدومه، مبعوثاً من لدن رب العالمين الى أهل الأرض جميعاً، حاملاً معه هدايا معنوية وحقائق نيّرة تتعلق بحقائق الكائنات كلها، جاءه من كل طائفة مَن يرحب بمقدمه ويهنؤه بلسانه الخاص، ويقدِّم بين يديه معجزة طائفته تصديقاً بنبوته، وترحيباً بها، ابتداء من الحجر والماء والشجر والانسان، وانتهاء بالقمر والشمس والنجوم، فكأن كلاً منها يردد بلسان الحال: أهلاً ومرحباً بمبعثك.
ان بحث تلك المعجزات كلها يحتاج الى مجلدات لكثرتها وتنوعها، وقد ألّف العلماء الأصفياء مجلدات ضخمة حول تفاصيل دلائل النبوة والمعجزات، إلاّ أننا هنا نكتفي باشارات مجملة الى ما هو قطعي الثبوت والمتواتر معنىً من الأنواع الكلية لتلك المعجزات.
ان دلائل نبوة الرسول y قسمان:
الأول: الحالات التي سُميت بالأرهاصات، وهي الحوادث الخارقة التي وقعت قبل النبوة ووقت الولادة.
الثاني: دلائل النبوة الاخرى وهذا ينقسم الى قسمين:
أحدهما: الخوارق التي ظهرت بعده y تصديقاً لنبوته.
ثانيهما: الخوارق التي ظهرت في فترة حياته المباركة y. وهذا ايضاً قسمان:
الأول: ما ظهر من دلائل النبوة في شخصه وسيرته وصورته وأخلاقه وكمال عقله.
الثاني: ما ظهر منها في أمور خارجة عن ذاته الشريفة، أي في الآفاق والكون. وهذا أيضاً قسمان:
قسم معنوي وقرآني. وقسم مادي وكوني. وهذا الأخير قسمان أيضاً: