ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم التاسع | 677
(661-687)

فآداب الطريقة، واوراد التصوف، وما يحصل للسالك منهما من اذواق ينبغي ان تكون مدخلاً لأذواق أحلى وأعلى وأسمى، يحصل عليها هذا السالك من اداء الفرائض والسنن.
أي ان ما يأخذه المرء من التكية من اذواق، لا بد ان تكون استهلالاً لاذواق الصلاة التي يؤديها في الجامع، بقيامه بأركانها وأدائها على الوجه المطلوب، وإلا فالذي تشغله اذواقه في التكية عن صلاته في الجامع، فيؤديها بخفة وسرعة صورية وشكلية لا حرارة فيها ولا روح، انما يبتعد عن الحقيقة.
النكتة الثالثة:
سؤال: هل يمكن ان توجد طريقة خارج نطاق السنة النبوية الشريفة واحكام الشريعة؟
الجواب: نعم ولا!
نعم، لأن عدداً من الاولياء الكاملين قد اعدموا بسيف الشريعة. ولا، لأن الاولياء المحققين قد اتفقوا على القاعدة التي ذكرها سعدي الشيرازي(1) شعراً:
محالست سعدى براه صفا ظفر بردن جز در بى مصطفى
اي محال ان يصل احد الى الانوار الحقيقية للحقيقة خارج الصراط الذي اختطه الرسول y ، ومن دون اتباع لخطواته.
وسر هذه المسألة هو الآتي:
ما دام الرسول y هو خاتم الانبياء والمرسلين وقد خاطبه الله سبحانه باسم البشرية وممثلا عنها، فلا بد ألاّ تسير البشرية خارج الصراط الذي بينه، فالانضواء تحت لوائه ضروري. 

---------------------
(1) السعدي (شيخ مصلح الدين) من شعراء الصوفية الكبار، ومن أرقهم تعبيراً، ولد في مدينة (شيراز)، قدم بغداد استكمالاً لدراساته في علوم الدين في المدرسة النظامية، كان من مريدي الشيخ عبد القادر الكيلاني،. قضى ثلاثين سنة من عمره في الاسفار ونظم الشعر، وكتابه (كلستان) مشهور. - المترجم.

لايوجد صوت