ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم التاسع | 680
(661-687)

ان اعتراضات الزمخشري على أهل السنة نابعة من محبة الحق الذي يدعو اليه مسلكه، الذي يظنه حقاً كقوله: ان التنزيه الحقيقي لله سبحانه هو بأن يكون الاحياء - في نظره - هم خالقين لافعالهم، لذا فلمحبته الناشئة من تنزيه الحق سبحانه يرد قاعدة اهل السنة في خلق الافعال. اما سائر ائمة الاعتزال المرفوضين فانهم ما انكروا سبيل اهل السنة لفرط محبتهم الحق، وانما لقصور عقولهم عن دساتير اهل السنة السامية، وعجز عقولهم الضيقة عن استيعاب قوانين اهل السنة الواسعة. لذا فأن اقوالهم مردودة وهم مطرودون.
فكما ان مخالفة المعتزلة لاهل السنة هذه بشكلين، وهي الواردة في كتب علم الكلام فان اهل الطريقة الخارجين عن السنة المطهرة ومخالفتهم لها ايضاً من جهتين:
الاولى: ان ينجذب الولي لحاله ونهجه كانجذاب الزمخشري لمذهبه غير مهتم الى حد ما بآداب الشرع التي لم يبلغ اذواقها بعد.
الثانية: ان ينظر الولي الى آداب الشريعة انها غير ذات اهمية اصلاً بالنسبة لدساتير الطريقة وقواعدها (حاش لله) لكونه قد عجز عن ان يستوعب تلك الاذواق الواسعة، فمقامه القصير لا يستطيع ان يبلغ تلك الآداب الرفيعة.
 التلويح الثامن:
وفيه ثمانية مزالق وورطات:
الاولى:
ان الورطة التي يسقط فيها سالكون من الطرق الصوفية - ممن لا يتبعون السنة النبوية على الوجه الصحيح - هي اعتقادهم بأرجحية الولاية على النبوة!! ولقد اثبتنا مدى سمو النبوة على الولاية وخفوت ضوء الاخيرة امام نور النبوة الساطع في الكلمة الرابعة والعشرين والكلمة الحادية والثلاثين من كتاب (الكلمات).
الثانية:
وهي تفضيل قسم من المفرطين، الاولياء على الصحابة الكرام

لايوجد صوت