ولانقاذ انفسهم من جميع هذه المزالق المذكورة سابقاً عليهم ان يضعوا اصول الايمان واسس الشرع نصب اعينهم ويتخذوها مرشداً دائماً لهم، وان يخالفوا اذواقهم ومشهوداتهم ويتهموها عند تعارضها مع تلك الاسس.
السابعة:
وهي المزلق الذي يقع فيه قسم من اهل الاذواق والاشواق من اصحاب الطرق عندما ينصرفون الى الفخر والادعاء واشاعة الشطحات وطلب توجه الناس ونيل المرجعيات الدينية، ويفضلون هذه العجالات على الشكر والتضرع والحمد والاستغناء عن الناس، بينما عبودية محمد y هي اسمى مرتبة في العبودية، تلك العبودية التي نستطيع وصفها بالمحبوبية، او عبودية المحبة.
فأساس العبودية وسرها هو التضرع والحمد والدعاء والخشوع والعجز والفقر والاستغناء عن الناس، وبهذا فقط يمكن الوصول الى كمال تلك الحقيقة، حقيقة العبودية.
نعم ان عدداً من الاولياء الكبار اضطروا - دون اختيار منهم لغلبة الحال وبشكل موقت فقط - الى الخروج الى ساحة الفخر والطلب والشطحات، لذا فلا يجوز اتباعهم اختياراً في حالهم هذه، فهم مهتدون، ولكنهم هنا وفي هذه النقطة بالذات ليسوا قدوة في الهداية، لذا لا يمكن السير وراءهم والاقتداء بهم.
الثامنة:
وهي الورطة التي يتورط فيها قسم من المتعجلين والقاصدين المنافع الذاتية من اهل الطرق من الذين يرغبون في تناول ثمرات الولاية في الدنيا بدلاً من قطفها في الآخرة. وعندما يدل سلوكهم على هذه الرغبة، وتتكشف نيتهم من خلال هذا السلوك يكونون فعلاً قد سقطوا في هذه الورطة. علماً ان آيات كثيرة في القرآن الكريم من امثال ﴿وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور﴾(آل عمران:185) تدل بوضوح ما اثبتناه سابقاً في عدة (كلمات) من ان ثمرة واحدة من ثمرات عالم