ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | القسم التاسع | 681
(661-687)

رضوان الله عليهم، بل رؤيتهم في مرتبة الانبياء عليهم السلام. وقد شرحنا في الكلمة الثانية عشرة والكلمة السابعة والعشرين (الاجتهاد) وفي ذيلها الخاص بالصحابة كيف ان للصحابة الكرام خواص متميزة بسبب الصحبة النبوية، بحيث لا يمكن للاولياء ان يبلغوا مرتبتهم اصلاً فضلاً عن ان يتفوقوا عليهم. ولا يمكنهم ان يبلغوا قطعاً مرتبة الانبياء.
الثالثة:
وهي ترجيح بعض المتطرفين والمتعصبين جداً للطريقة لأوراد طريقتهم وآدابها على اذكار السنة النبوية الشريفة، فيسقطون بذلك الى منزلق مخالفة السنة النبوية وتركها، في الوقت الذي يظلون متشبثين بأوراد طريقتهم، أي انهم يسلكون سلوك غير المبالي بآداب السنة النبوية الشريفة فيهوون في الورطة، وكما اثبتنا في كلمات كثيرة، وكما اكد كبار محققي الطرق كالامام الغزالي والامام الرباني:
(ان اتباع سنة واحدة من السنن النبوية يكون مقبولاً عند الله اعظم من مائة من الآداب والنوافل الخاصة. اذ كما ان فرضاً واحداً يرجح الفاً من السنن، فان سنة واحدة من السنن النبوية ترجح الفاً من آداب التصوف).
الرابعة:
ان بعض المتطرفين من اهل التصوف يظنون خطأً ان (الالهام) بمرتبة (الوحي)، كما يعتبرون الالهام نوعاً من انواع الوحي فيسقطون في هذا المزلق الخطير، وقد برهنّا سابقاً في ( الكلمة الثانية عشرة) و(الكلمة الخامسة والعشرين) المتعلقة باعجاز القرآن وفي رسائل اخرى؛ كيف ان الوحي سام وعال وساطع وضاء وكلي شامل بينما الالهام بالنسبة اليه جزئي وخافت.
الخامسة:
ان بعض المتصوفين ممن لم يدركوا تماما سر الطريقة - في كونها وسيلة وليست غاية بحد ذاتها - قد ينجذبون ويتوجهون الى ما

لايوجد صوت