ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 263
(163-327)

 الثاني: قصة شاة ابن مسعود رضي الله عنه وهي:
(عن ابن مسعود قال: كنت ارعى غنماً لعقبة بن ابي معيط، فمر بي رسول الله y وابو بكر، فقال: يا غلام هل من لبن؟ قال: قلت: نعم ولكني مؤتمن. قال: فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟. فأتيته بشاة فمسح ضرعها، فنزل لبن فحلبه في اناء، فشرب وسقى ابا بكر…)(2) وكان هذا سبب اسلام ابن مسعود رضي الله عنه.
 الثالث: قصة (غنم حليمة السعدية(3) مرضعته y)، وهي قصة

--------------------------------------------------------------------------------------

(2) صحيح: رواه أحمد. قال العلامة احمد شاكر في تحقيق المسند: اسناده صحيح ونقله ابن كثير في التاريخ (6/102) عن هذا الموضع، ثم قال: ورواه من حديث ابي عوانة عن عاصم (تحقيق المسند 5/210 رقم 3598).
(3) قالت حليمة (فيما رواه ابن اسحق وابن راهويه وابو يعلى والطبراني والبيهقي وابو نعيم): قدمت مكة نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء في سنة شهباء (اي مجدبة)، فقدمتُ على أتان لي ومعي صبي لنا وشارف لنا (اي ناقة مسنة) والله ما تبض بقطرة (اي ماتدر قطرة لبن) وما ننام ليلنا ذلك اجمع مع صبينا ولا نجد في ثديي ما يغذيه ولا في شارفنا ما يغذيه، فقدمنا مكة فوالله ما علمت من امرأة الا وقد عرض عليها رسول الله y فتأباه اذ قيل انه يتيم من الاب، فوالله ما بقي من صواحبي امرأة الاّ أخذت رضيعاً غيره، فلما لم اجد غيره قلت لزوجي: اني لأكره ان ارجع من بين صواحباتي وليس معي رضيع، لانطلقنّ الى ذلك اليتيم فلآخذنه، فذهبت فاذا به مدرج في ثوب صوف ابيض من اللبن يفوح منه المسك وتحته حريرة خضراء راقداً على قفاه يغط، فاشفقت ان اوقظه من نومه لحسنه وجماله فدنوت منه رويداً فوضعت يدي على صدره فتبسم ضاحكاً ففتح عينيه ينظر اليّ فخرج من عينيه نور حتى دخل خلال السماء وانا انظر فقبلته بين عينيه واعطيته ثديي الايمن فاقبل عليه بما شاء من لبن، فحوّلته الى الايسر فأبى وكان تلك حاله بعدُ. قالت: فروى وروى اخوه. ثم أخذته فما هو الاّ ان جئت به الى رحلي فاقبل عليّ ثدياي بما شاء الله من لبن فشرب حتى روى وشرب اخوه حتى روى. فقام صاحبي تعني زوجها الى شارفنا تلك فاذا بها لحافل، فحلب ما شرب وشربت حتى روينا وبتنا بخير ليلة فقال صاحبي: يا حليمة والله اني لأراك قد أخذت نسمة مباركة. ألم تري ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين اخذناه فلم يزل الله يزيدنا خيراً. قالت حليمة: فودعت ام النبي y ثم ركبت أتاني واخذته بين يديّ فسبقت دواب الناس الذين كانوا معي وهم يتعجبون منها ثم قدمنا منازل بني سعد ولا اعلم ارضاً من ارض الله أجدب منها. وكانت غنمي تروح عليّ حين قدمنا به شباعاً لبناً فنحلب ونشرب وما يحلب انسان قطرة ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضر من قومنا يقولون لرعيانهم اسرحوا حيث يسرح راعي غنم بنت ابي ذؤيب فتروح اغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن وتروح اغنامي شباعاً لبناً، فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه، وفصلته وكان يشب شباباً لا يشبه الغلمان... الخ. (كذا ورد في تعليق الساعاتي على ترتيب المسند - الفتح الرباني/ 192 - 193) واورده الهيثمي بسياق قريب من هذا وقال : رواه ابو يعلى والطبراني بنحوه الاّ انه قال: ..حليمـة بـنـت ابي ذؤيـب ورجـالهما ثقـات (مجـمع الزوائد 8/ 220 - 221) وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية. قال المحقق: قال البوصيري: رواه ابن حبان في صحيحه عن ابي يعلى... ورمز المحقق لحسنه.

لايوجد صوت