ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 265
(163-327)

 الرابع: (سَلَت(3) الدم عن وجه عائذٍ بن عمرو وكان جُرحَ يوم حُنين ودعا له فكان له غرّة كغُرة الفرس)(4).
 الخامس: (مسح وجه قتادة بن مِلحان فكان لوجهه بريقٌ حتى كان يُنظَر في وجهه كما يُنظَر في المرآة)(5).
 السادس: (نضح في وجه زينب (وهي صغيرة) بنت ام سلمة نضحة من ماء) كان يتوضأ به (فما يُعرف كان في وجه امرأة من الجمال مابها)(6).
وهناك امثلة كثيرة كهذه الجزئيات التي اوردناها رواها ائمة الحديث فهي بمجموعها تفيد التواتر المعنوي وتبين وقوع المعجزة الاحمدية المطلقة. فحتى لو فرضنا كل واحد من هذه الامثلة خبراً آحادياً، وضعيفاً، فان مجموعها يكون بحكم المتواتر المعنوي، لانه لو نقلت حادثة ما في صور متباينة وروايات مختلفة، فهذا يعني ان الحادثة واقعة لا شك فيها الا ان رواياتها وصورها مختلفة او ضعيفة.
فمثلاً: اذا سُمع في مجلس دويّ، فقال بعضهم: انهدم بيت فلان، وقال آخر: انهدم بيت شخص آخر. وقال آخر: بيت فلان.. وهكذا فكل رواية من هذه الروايات مع انها آحادية وضعيفة أو مخالفة للواقع الا ان الحادثة الاصلية لاشك في وقوعها، وهي انهدام بيت. فالروايات بمجموعها تفيد قطعية وقوع الحادثة وهي متفقة في الاصل. بينما

--------------------------------------------------------------------------------------------

(3) (سلت): مسح.
(4) الشفا 1/ 334) قال الهيثمي في (المجمع) (9/ 412) رواه الطبراني وفيه منْ لم اعرفهم .
(5) الشفا (1/ 334) عن حيان بن عمير قال مسح النبي y وجه قتادة بن ملحان ثم كبّر، فبلي منه كل شئ غير وجهه. قال فحضرته عند الوفاة فمـرت امـرأة فرأيتها في وجهـه كما أراها في المـرآة (الاصــابة لابن حــجـر 3/ 225) ورواه بغير هذا السياق الامام أحمد ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد 5/ 319).
(6) الشفا (1/ 334) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب (الخفاجي 3/ 163) وام سلمة هي ام المؤمنين رضي الله عنها وزينب بنتها ربيبة رسول الله y. ولدت في ارض الحبشة، فقدمت بها امها، وهي اخت الزبير من الرضاعة. قال الهيثمي في (المجمع) (9/ 259): رواه الطبراني وام عطاف لم اعرفها.

لايوجد صوت