لها بالبركة)(4).
(وعن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: كان عندنا داجن(5)، فاذا كان عندنا رسول الله y قرّ وثبت مكانه، فلم يجئ ولم يذهب واذا خرج رسول الله y جاء وذهب)(1). اي ان ذلك الحمام كان يوقر النبي y فيهدأ ويسكن في حضوره.
الحادثة الثانية
وهي قصة الذئب المشهورة، وقد رويت بطرق كثيرة حتى أخذت حكم التواتر، وقد نقلت هذه القصة العجيبة بطرق كثيرة عن مشاهير الصحابة الكرام رضي الله عنهم، منهم: أبو سعيد الخدري، وسلمة بن الاكوع، وابن ابي وهب، وأبو هريرة، وصاحب القصة: الراعي اُهبان.
فقد روى هؤلاء بطرق عديدة أنه:
(بينا راعٍ يرعى غنماً له، عرض الذئب لشاةٍ منها، فأخذها منه، فاقعى(2) الذئب، وقال للراعي: ألا تتقي الله، حُلْتَ بيني وبين رزقي، قال الراعي: العجب من ذئب يتكلم بكلام الأنس! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ رسول الله بين الحرتين يحدِّث الناس بأنباء ما سبق) (قد فتحت له ابواب الجنة) (ويدعوكم اليها).
ومع ان كل الطرق مجمعةٌ على تكلم الذئب، الا ان اقواها هو الحديث الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه ففيه: (قال الراعي: مَن لي بغنمي؟ قال الذئب: أنا أرعاها حتى ترجع، فأسلم الرجل اليه غنمه
-----------------------------------------------------------------------------------------------
(4) الشفا (1/ 313).
(5) (داجن): ما يألف البيت من الحيوان.
(1) الشفا (1/ 309) هذا حديث صحيح رواه أحمد والبزار وابو يعلى والبيهقي والدار قطني (الخفاجي 3/ 79).
(2) (أقعى): مكث على عقبيه ناصباً يديه. (الحرتين): المقصود المدينة المنورة.