ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 269
(163-327)

ومضى، وذكر قصته، واسلامه، ووجودَه النبي y يقاتل)(3) فرجع فوجد الذئب راعياً أميناً، ولا نقص في الاغنام (وذبح للذئب شاةً منها) جزاء إرشاده له.
 وفي طريق آخر (انه جرى لأبي سفيان بن حرب وصفوان بن أمية مع ذئب وجداه أخذ ظبياً فدخل الظبي الحرم، فانصرف الذئب، فعجبا من ذلك، فقال الذئب: أعجبُ من ذلك محمد بن عبد الله بالمدينة يدعوكم الى الجنة) (فقال ابو سفيان: واللات والعزّى لئن ذكرتَ هذا بمكة لتتركنها خلوفاً)(1)(2).
نحصل من هذا: ان قصة الذئب تورث قناعة واطمئناناً كالمتواتر المعنوي.
الحادثة الثالثة:
 هي قصة الجمل المروية بخمسة او ستة طرق عن مشاهير الصحابة: أبو هريرة، وثعلبة بن مالك، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن أبي أوفى، وأمثالهم، فهؤلاء جميعاً متفقون على ان: الجمل قد جاء النبي y وسجد بين يديه سجدة تعظيم واكرام وتكلـّم معه. ويخبرون بطرق اخرى؛ أن ذلك الجمل قد ثار في بستان

----------------------------------------------------------------------------------------------

(3) صحيح: الشفا (1/ 310) رواه أحمد وصححه العلامة احمد شاكر (15/ 202 - 203) برقم (8049) من حديث ابي هريرة وفي المجمع (8/291 - 292) قال الهيثمي: هو في الصحيح باختصار، رواه أحمد ورجاله ثقات. وهو في المسند من حديث ابي نضرة عن ابي سعيد انظر (1185) تحقيق المسند برقم (11864، 11867) من حديث شهر بن حوشب عن ابي سعيد، قال الحافظ ابن كثير: (تفرد به أحمد وهوعلى شرط السنن، ولم يخرجوه، ولعل شهر بن حوشب قد سمعه من ابي سعيد وابي هريرة ايضاً) اهـ واورده القسطلاني في المواهب اللدنية وقال: فأما حديث ابي سعيد فرواه الامام أحمد باسناد جيد، قال الزرقاني في شرحه: أي مقبول. وكذا رواه الترمذي والحاكم وصححاه (الفتح الرباني للساعاتي 20/ 240) واورده الهيثمي في (المجمع) (8/ 291) وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه باختصار ورجال احد اسنادي أحمد رجال الصحيح. وعزاه في المشكاة (5927) الى شرح السنة وصححه المحقق.
(1) (الخلوف): اي خالية من اهلها.
(2) الشفا (1/ 311) (الخفاجي 3/ 84).

لايوجد صوت